للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتبريزي أثناء معالجته للجموع عند أبي تمام كان يقدم لنا بعض الحقائق الصرفية، سنحاول أن نجملها في النقاط التالية:

[١] في الجموع قد يدخل الباب على الباب:

في بعض الأحيان يكون قياس الكلمة أن تجمع على وزن معين، فنجدها مجموعة على وزن آخر. قال التبريزي:

عند قول أبي تمام:

خَلائِقٌ فيهِ غَضَّةٌ جُدُدٌ ... لَيسَت بِمَنهوكَةٍ وَلا لُبُسِ [بحر المنسرح].

((لُبُس جمع لَبِيس، وفعيل إذا كان بمعنى مفعول فليس بابه أن يجمع على ((فُعُل))، ولكنه قد يدخل البابُ على الباب، كما قالوا: قتيل وقُتلاء، وأسير وأسراء، وإنما القياس قَتْلى وأسرى)) (١).

[٢] فَعْل ليس بابه أن يجمع على أفعال:

قال التبريزي: ((وفَعْل ليس بابه أن يجمع على أفعال، ولكنه قد جاء في مواضع، مثل: زَنْد وأزناد، وفَرْخ وأفراخ)) (٢). وقال: ((وأشخاص جمع شخص، وليس باب فَعْل أن يجمع على أفعال، وربما جاء كالنادر)) (٣).

وهذا هو مذهب الجمهور حيث ذهبوا إلى أن جمع فعل على أفعال لا ينقاس عليه. وذهب الفراء إلى أنه قياسي فيما فاؤه همزة مثل: ألف وآلاف، وفي فَعْل صحيح العين معتل الفاء بالواو، مثل: وهم وأوهام (٤).

[٣] فَعُول بابه أن يجمع على فُعُل:

قال: ((.. والذُّبل جمع ذَبُول؛ لأن فعولا بابه أن يجمع على فُعُل)) (٥).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٤٠ب١٦].
(٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢١ب٥١].
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٢٠].
(٤) د. عبد الحميد السيد طلب: تهذيب النحو، ٥/ ٧٩، مكتبة دار العلوم، مطبعة الإرشاد.
(٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٥٢١ب١٤].

<<  <   >  >>