للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولاشك أن أي خروج عن الأسلوب المألوف أمر له دلالته، منها على سبيل المثال: إعمال العقل وإثارة الذهن للتأمل والتنقيب، وإبراز أهمية المعنى أو القضية المعبر عنها هذا الأسلوب، وعامة فإن ((الخروج على النسق له وظائف في الشعر وفي غيره من الفنون، فهو يقاوم ذلك الخدر الناشئ من التكرار المنتظر؛ فيثير الانتباه واليقظة، ودعم الجانب الفكري في مواجهة الجانب الحسي، ويجعل العمل الفني أقدر على التعبير)) (١). وقديما قال سيبويه عن الشعراء: ((وليس شيء يضطَرون إليه إلا وهمْ يحاوِلون به وجها.)) (٢).

٦ـ جواز أن تقع ((مَنْ)) على ما لا يعقل إذا خُلِطَ الإنسُ بغيرهم:

قال عند قول أبي تمام:

وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً ... بَينَ الخَميسَينِ لا في السَّبعَةِ الشُّهُبِ [بحر البسيط].

((جاء في التنزيل قوله تعالى: چ ? ? ? ... ? ? ?? ? ? ٹ ... ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ... ? ?? ? ? ? ?? چ [النور٤٥] لما خلط الإنس بغيرهم جاز أن يوقع مَنْ على ما لا يعقل)) (٣).

وقد عقد الثعالبي فصلا في كتابه ((فقه اللغة وأسرار العربية)) سماه: ((فصل في إجراء ما لا يعقل ولا يفهم من الحيوان مُجرى بني آدم)) قال فيه: ((ذلك من سنن العرب كما تقول: أكلوني البراغيث وكما قال عزّ وجلّ: چ ? ? ? ... ? ? ? ? ? ں ں ? ? چ [النمل: ١٨]، وكما قال سبحانه وتعالى: چ ? ? ? ... ? ? ?? ? ? ٹ ... ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ... ? ?? ? ? ? ?? چ [النور٤٥]، ويقال: إنه قال ذلك تغليبا لمن يمشي على رجلين وهم


(١) د. علي يونس: نظرة جديدة في موسيقى الشعر العربي، ١٧٢
(٢) الكتاب: ١/ ٣٢
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٢ب٣].

<<  <   >  >>