للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• مواضع استخدام القرينة النحوية:

اعتمد أبوالعلاء على القرينة النحوية كقرينة سياق لغوي، وكان عدد مرات اعتماده على هذه القرينة اثنتي عشرة مرة.

ومن ذلك قول أبي العلاء عند قول أبي تمام:

أَطَلَّ عَلى كُلَى الآفاقِ حَتّى ... كَأَنَّ الأَرضَ في عَينَيهِ دارُ [بحر الوافر]

((... ومن روى ((كِلا الآفاقِ))، بكسر الكاف، وهويريد كل الآفاق فروايته خطأ؛ لأن ((كلا)) يستعمل للاثنين لا للجمع، ولم يأت في المسموع كلا القوم، ولا كلا الأصحاب، وإنما يقال: كلا الرجلين، وكلا الفرسين)) (١).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

تَرى حَبلَهُ غَرثانَ مِن كُلِّ غَدرَةٍ ... إِذا نُصِبَت تَحتَ الحِبالِ الحَبائِلُ [بحر الطويل]

((... ومن أنشد ((عُرْيَان)) فهو جدير بالتصحيف؛ لأن ((الغَرْث)) أحسن في الاستعارة هاهنا من ((العري))؛ ولأن ((عريانًا)) يجب أن يصرف إذ كان لا مانع له من الصرف)) (٢).

وفي النص السابق إشارة مهمة إلى كيفية استغلال العلامة الإعرابية في رد الرواية المصحفة، وبذلك يقدم أبو العلاء استخداما آخر للعلامة الإعرابية، غير كونها كاشفة عن المعاني ومميزة بينها، ألا وهو إمكانية استخدامها كأداة للحفاظ على النص من التحريف.

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٥٥ب١٢].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٢٦ب٤٤].

<<  <   >  >>