للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكَأَنَّما آثارُها مِن مُزنَةٍ ... بِالميثِ وَالوَهَداتِ وَالأَخيافِ [بحر الكامل]

((... ومن روى ((مُزْنِه)) على الجمع فهي رواية ضعيفة؛ لأن قوله ((آثارها)) تشهد بتوحيد ((مُزْنَةٍ)))) (١).

اعتمد أبو العلاء هنا على إحدى القرائن اللفظية وهي الربط بالضمير العائد الذي تبدو فيه المطابقة على متأخر لفظا.

****

• مواضع استخدام القرينة الصرفية:

وقد استخدمها أبوالعلاء في اثني عشر موضعا، ومن ذلك:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لَقَد أَخَذَت مِن دارِ ماوِيَّةَ الحُقبُ ... أَنُحلُ المَغاني لِلبِلى هِيَ أَم نَهبُ [بحر الطويل]

((الحُقْب: الدهر، واختلفوا في تفسيره، فقالوا ثلاثون سنة، وقالوا ثمانون (...) والصحيح أن الحقب برهة طويلة لا حد لها، وأُنِّثَ على معنى البرهة والمدة؛ لأن تذكير الحُقب غير حقيقي، وهذا أوجه من أن يقال الحقب جمع حِقبة؛ إذا أراد بها السنة؛ لأن ((فِعْلَة)) قلما تجمع على ((فُعْل)))) (٢).

والقرينة الصرفية التي لجأ أبو العلاء هنا يمكن أن نسميها بقرينة الاستعمال الصرفي؛ فهو لم يلجأ لقرينة صرفية من داخل بنية الكلمة لتحديد معناها بل لجأ للاستعمال الصرفي لتحديد المعنى المناسب والأوجه.

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

خَفَّت دُموعُكَ في إِثرِ الحَبيبِ لَدُن ... خَفَّت مِنَ الكُثُبِ القُضبانُ وَالكُثُبُ [بحر البسيط]


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٢٩ب١٦]. ولمزيد من المواضع ينظر ديوان أبي تمام: [١/ ١٤٤]، [١/ ١٥٠، ب١٣]، [١/ ٣٠]، [١/ ٥٧]، [٢/ ١٧٥، ب٣٩]، [٢/ ٢٤٠، ب١٤]، [٣/ ٥١ ـ ٥٢، ب٢٠].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٧٧ب١].

<<  <   >  >>