للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرون أن الناصب إذا لم يصحب الفعل فرفعه جائز، ورفعه يستحيي أوكد لرفع

((يراقبه))؛ لأن المرفوع يكون تابعا لمثله)) (١).

هذا الاقتباس أعمل فيه أبو العلاء ثلاثة قرائن: قرينة صوتية، ونحوية، وعروضية.

أـ فأما القرينة الصوتية فعدم ظهور الضمة على آخر ((يستحيي)) لـ ((الثقل)) الذي يُعنى ((به في النحو مانع من موانع ظهور الحركة الإعرابية على آخر الكلمة وذلك في الكلمات التي آخرها ياء لازمة مكسور ما قبلها، إذ لا تظهر الضمة ولا الكسرة على هذه الياء نظرا لثقل النطق بهما)) (٢). مما يفسح المجال لاحتمال وضع الفتحة.

ب ـ والقرينة النحوية تتمثل في العلامة الإعرابية، فعدم وجود الفتحة نفسها على الياء الثانية، مع إمكانية ظهورها يؤكد أن الكلمة في حالة رفع.

ج ـ وأما القرينة العروضية فهي ((مكان القافية)) التي أوجبت ((رفع يسحيي)) كما قال أبو العلاء.

والنص السابق أيضا يعطينا لمحة من أبي العلاء عن سلطان القافية في البيت الشعري وأنها مع الوزن لهما ((دور فعال في صياغة الجملة)) (٣).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

أَوما تَراها ما تَراها هِزَّةً ... تَشأى العُيونَ تَعَجرُفًا وَذَميلا [بحر الكامل]

((.. ومن روى ((تَشأى العُيونَ أولقًا))؛ صار في البيت زحافٌ يكره، وهوالذي يسمى الوقص (٤))) (٥).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٢٦ـ٢٢٧ب٢٢].
(٢) د. محمد عبادة: معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والقافية، ص ٦٤ مصطلح: الثقل The difficult
(٣) د. محمد حماسة عبد اللطيف: الجملة في الشعر العربي، ص ٩٣، مكتبة الخانجي، ط١، ١٩٩٠م، القاهرة
(٤) وقال التبريزي عن بحر القصيدة: الكامل، والقافية متواتر.
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٦٩ب١٧].

<<  <   >  >>