للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رِيمٌ أَبَت أَن يَريمَ الحُزنُ لي جَلَدًا ... وَالعَينُ عَينٌ بِماءِ الشَّوقِ تَبتَدِرُ [بحر البسيط]

((.. ومن روى: ((خلدا)) بالخاء؛ فالخلد: الصدر، ومعناه: أبت أن يفارق الحُزْنُ صدري، وهذه الرواية هي الجيدة)) (١).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

مُزَمجِرُ المَنْكِبَينِ صَهصَلِقٌ ... يُطرِقُ أَزلُ الزَّمانِ مِن صَخَبِه [بحر المنسرح]

((ويروى: ((مُجْرَمِّزُ المنكبَين) أي: مجمعهما، اجرمَّز الرجل؛ إذا اجتمع في جلسته .. والرواية الأولى هي الوجه)) (٢).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

هَبَّت لِأَحبابِنا رِياحٌ ... غَيرُ سَواهٍ وَلا ديوثِ [بحر: مجزوء البسيط]

(([يروى: ((رُيُوث))] و ((ريوث)) من الرَّيْث وهوالإبطاء ... و ((دُيُوث)) جمع: دَيْث، وهواللين ... والرواية الجيدة ((رُيُوث)) بالراء)) (٣).

ج ـ ترجيح معنى على معنى:

كان أبوالعلاء يقدم كل المعاني المحتملة للبيت؛ ولكنه كان يرجح معنى على معنى في وجود قرينة، ولكنه في نفس الوقت لا يستبعد المعنى الآخر، واستخدم القرينة لترجيح معنى على آخر في سبعة مواضع، منها:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لَوتَجافى إِبليسُ عَن لَحظِ عَينَي ... ها تَقَرّا عِبادَةً إِبليسُ [بحر الخفيف]


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٨٤ب٤].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٦٧ب٨].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٢٣ب٢]. وبقية مواضع ترجيح الرواية في ديوان أبي تمام هي: [١/ ١٩٤ ـ ١٩٥، ب٤٩]، [١/ ٣١١ ـ ٣١٢،ب١]، [١/ ٣١٣،ب٥]، [١/ ٤٤ ـ ٤٥]، [١/ ٩٢]، [٢/ ١٧٣، ب٣٣]، [٢/ ٦٩ ـ ٧٠، ب٨]

<<  <   >  >>