للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو ((المستوى)) الثابت الذي يلجأ إليه، ويسجل على هديه في شرحه مدى اقتراب أبي تمام أوابتعاده عنه.

وقبل المضي في توضيح الكلام السابق يرى الباحث أنه من الواجب تقديم تصور أبي العلاء للغة الذي اعتمد عليه في شرحه.

اللغة عند أبي العلاء:

يحاول البحث هنا استجلاء طبيعة اللغة عند أبي العلاء، وذلك من خلال دراسة النصوص المتفرقة التي جمعها الباحث من خلال دراسته للديوان.

من خلال تلك النصوص نقول: إن نظرة أبي العلاء للغة كانت تنقسم إلى قسمين:

• قسم أطلق عليه ((لغة العامة)) (١).

• وقسم أطلق عليه ((لغة أهل العلم وأهل اللغة))، أولغة ((الطبقة الراقية)) (٢).

أما القسم الأول الذي يمثل لغة العامة فقد قال عنه يوهان فك: ((هي لهجة دارجة بين سواد الشعب العريض)) (٣)، لهجة ((تتفاهم بها الطبقات الوسطى والدنيا من سكان المدن منذ نشوئها في عصر الفتوحات الإسلامية الأولى وقد أخذت هذه العربية المولدة تكتسب مناطق جديدة بسبب التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية)) (٤)

ومن أمثلة هذا القسم قول أبي العلاء:


(١) تلك اللغة سماها يوهان فك في كتابه ((العربية، دراسة في اللغة واللهجات والأساليب)):
((اللهجة الدارجة))، ص٩٣، و ((العربية المولدة)) (ص ١٠٩)، [ترجمة د. رمضان عبد التواب، ط١، ١٩٨٠، الخانجي]، وسماها الجاحظ: ((لغة المولدين والبلديين)). [ضحى الإسلام: أحمد أمين، ١/ ٣١٣ ـ ٣١٤، (ط مكتبة الأسرة ١٩٩٧ م)]، ونستأنس هنا بإشارة الأستاذ أحمد أمين عن هذه اللغة حيث قال: ((إنها لغة لها ألفاظ غير منتقاة، وتتسامح في الإعراب، وتميل إلى إسكان أواخر الكلمات)).
(٢) كما سماها يوهان فك: ص ١٠٩
(٣) العربية، دراسات في اللغة واللهجات والأساليب:: ص ٩٣
(٤) العربية، دراسات في اللغة واللهجات والأساليب:: ص ١٠٩

<<  <   >  >>