للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ ((وطَيْبَة: اسم من أسماء النساء أيضا مخفف من طَيّبة. فأما قول العامة: الطِّيبة في مصدر الشيء الطيِّب؛ فأهل اللغة ينكرون ذلك، ويختارون حذف الهاء؛ فيقولون: هذا شيء طيب بين الطيب)) (١).

وأبوالعلاء يقر أن للغة العامة استعمالها الخاص، وأنها لغة لها ألفاظها الخاصة، ولها ألفاظ مشتركة بينها وبين لغة أهل العلم واللغة، ولكنها ذات دلالات خاصة عندها، ولها أيضا أساليبها.

يقول أبوالعلاء: ((جاء بـ (الإشلاء) في معنى الإغراء، وكذلك تستعمله العامة، يقولون: أشليت الكلب إذا أغريته)) (٢).

ـ ويقول: ((.العامة يقولون دابة أشعل (...) وأهل العلم يذكرون ذلك في الذنب خاصة)) (٣).

ـ ويقول: ((والعامة يسمون ضربا من النبت إذا أصاب الجسد أذي به قراصا؛ كأنهم أخذوه من القرص باليد)) (٤).

ـ ويقول: ((قال أبوتمام:

لَوكانَ كَلَّفَها عُبَيدٌ حاجَةً ... يَوماً لَأُنسِيَ شَدقَمًا وَجَديلا [بحر الكامل]

((هذا البيت يختلف في روايته، وكان الناس ينشدون في أول الأمر (لزنَّى شدقما وجديلا)؛ فاستضعفوا هذه الكلمة؛ لأنها عامية فغيرت بغيرها)) (٥).

ـ ويقول: ((قال أبوتمام:

ذَهَبَت بِمَذهَبِهِ السَّماحَةُ فَالتَوَت ... فيهِ الظُّنونُ أَمَذهَبٌ أَم مُذهَبُ [بحر الكامل]

وقوله: (أمذهب أم مذهب) من قول العامة: بفلان مذهب إذا كان يلج في الشيء ويغرى به)) (٦).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٢].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٤٤].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤١١].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤٥٢].
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٧٠].
(٦) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٢٩].

<<  <   >  >>