للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ ((يقال: هَمَرَ كلامه همرا، إذا جاء بكلام كثير، وأفصح الكلام أن يقال: أرْتَجَ الباب إذا أغلقه)) (١).

ـ وقوله: ((وقال: (كم تعذلون)؛ فخرج من خطاب الواحد إلى خطاب الجميع، ومثله كثير في القرآن والكلام القديم)) (٢).

ـ وقوله عند قول أبي تمام:

وَمِثلُ قُوى حَبلِ تِلكَ الذِّراعِ كانَ لِزازًا لِذاكَ الرِّشاءِ [بحر الكامل]

((وحبل الذراع: أعظم عروقه، وهوكلام قديم ليس مما استعاره الطائي)) (٣).

وهذا الكلام يتكون من لغات، وهذه اللغات عنده على درجات: منها

العالي، ومنها الجيد، ومنها القبيح، ومنها الردىء المرفوض، ومن ذلك:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

إِذا ظُلُماتُ الرَّأيِ أُسدِلَ ثَوبُها ... تَطَلَّعَ فيها فَجرُهُ فَتَجَلَّتِ [بحر الطويل]

((المعروف (سُدِل) وهي اللغة العالية، ويجوز أسدل)) (٤).

ـ وقال عند بيت أبي تمام:

إِذا ما رَأَتهُ العيسُ ظَلَّت كَأَنَّما ... عَلَيها مِنَ الوِردِ اليَمامِيِّ نافِضُ [بحر الطويل]

((ويقوي رواية من روى (اليماميّ) بميمين أن (اليماني) بتشديد الياء ليس باللغة العالية)) (٥).

ولم يورط أبو العلاء نفسه في تحديد لمن هذه اللغة، ونأى بها عن التناقض الذي وقع فيه علماء اللغة قبله، فلا هو جعلها لغة قريش ولا لغة بني سعد مثلا (٦).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٥٤].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٢].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٦].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٠٥].
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٩٧].
(٦) د. علي أبو المكارم: أصول التفكير النحوي، ص ٦٠

<<  <   >  >>