للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ وقال: ((... ولم تجر العادة بأن يقال: كَسَفَ الكوكب، إنما المعروف: كَسَفت الشمسُ وخسف القمر)) (١).

ـ وقال: ((.ولما كانت ((المها)) تستعمل في الدر والأسنان وبقر الوحش والبلور والنساء وغير ذلك مما يحسن ويصفو؛ استحسن أن يقول: ((مها اللذات)) ليخص بها الإنس)) (٢).

ـ وقال: قوله: ((أدهم فيه كمتة)) لم يستعملوا مثله؛ لأنهم لم يقولوا: أدهم كميت)) (٣).

ولم ينفرد أبو العلاء بالإشارة إلى المصاحبة اللفظية هذه، بل نجد قبله الثعالبي يشير إليها ويعتبرها من ((خصائص من كلام العرب)) يقول: ((وهاج الفحل والشر والحرب والفتنة، ولايقال: هاج لما يؤدي إلى الخير (...) ومن ذلك قوله تعالى: چ ں ں چ؛ أي مثلنا بهم، ولا يقال: جُعِلُوا أحاديث إلا في الشر، ويقال: نفشت الغنم ليلا، وهملت نهارا)) (٤).

ـ توظيف الشائع والأقل شيوعا من الألفاظ والدلالات:

كان أبوالعلاء يعتمد على الشائع والأقل شيوعا من الألفاظ، وكان ينبه على هذا، ومن أمثلة ذلك:

ـ ((... وغارة شعواء؛ أي: متفرقة، وقلما يصرفون منه الفعل، ولا يقولون للذكر أشعى)) (٥).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٢٦].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٥٦].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٣٦].، وينظر أيضا [٤/ ١٥٤ب٢]. ومن المواضع التي أوضح فيها التبريزي خاصية المصاحبة مشاركا في ذلك أبا العلاء قوله:
((واشتقاق تماضر من قولهم: عيش مَضِر؛ أي ناعم: وأكثر ما يستعمل في الإتباع، يقال: خذه خضرًا مضرًا؛ أي بحسنه ونضارته)). [١/ ١٥٨ ـ ١٥٩ ب٧]
(٤) فقه اللغة وسر العربية: ص ٣٧٤
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٥].

<<  <   >  >>