للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَكثَرُ حالاتِ اِبنِ آدَمَ خِلقَةٌ ... يَضِلُّ إِذا فَكَّرتَ في كُنهِها الفِكرُ [بحر الطويل]

((المعنى يصح على ((خِلقة)) و ((خِلْفة))، فإذا رويت بالقاف فالمعنى أن حالات ابن آدم طبعه وخِلقتُه التي جُبِل عليها يَضِلُّ المعقولُ في كنهها؛ أي: في معناها، وإذا رويت ((خِلفة)) بالفاء فالمعنى أن حالات ابن آدم مختلفة)) (١).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لا يَجوزُ الأُمورَ صَفحًا وَلا يُر ... قِلُ إِلّا عَلى سَواءِ الطَريقِ [بحر الخفيف]

((... و ((صفحًا)): من قولهم أضرب عن كذا صفحا: إذا لم ينظر فيه، يريد أنه يتدبَّر الأشياء، ولا يتركها إغفالا، ومن روى ((يُرْقِل)) بالقاف فهو من إرقال السير ... ومن روى ((يَرْفُل)) فهومن رفَلَ في ثوبه: إذا جرَّ ذيله)) (٢).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

فِدًى لَهُ مُقشَعِرٌّ حينَ تَسأَلُهُ ... خَوفَ السُّؤالِ كَأَن في جِلدِهِ وَبَرُ [بحر البسيط]

((.. إذا رويت: ((وَبَرُ))؛ فالمعنى أنَّ هذا المذموم كأنه ذو وَبَرُ. وإن رويت ((الإبَرُ))؛ فالمعنى أن يقشعرّ؛ فيقوم شعره كأنه الإبر ..)) (٣).

والجمع بين الروايات المختلفة منهج إسلامي أصيل، أخذ به الفقهاء والمُحَدِّثُون عند تعاملهم مع الحديث النبوي؛ فقرروا أن ((المنهج الصحيح في النظر أن يجمع بين


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٨٦ب٣].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤٤٤ب٦٦].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٨٩ب٢٠]. بقية المواضع في ديوان أبي تمام كما يلي [١/ ١٤٩]، [١/ ١٧٣، ب٥٥]، [١/ ٢٣٠ ـ ٢٣١، ب٣٥]، [١/ ٢٥٩، ب٥٩]، [١/ ٣٢٠، ب٢٧]، [١/ ٣٢٥، ب١١]، [١/ ٣٢٧، ب٢٤]، [١/ ٣٦٢، ب٢٦]، [١/ ٣٩٥، ب٣٨]، [١/ ٣٩٩، ب٥٤]، [١/ ٧٥]، [١/ ٩٢]، [٢/ ١٥٥، ب١٢]، [٢/ ١٥٧، ب١٦]، [٢/ ١٧٥، ب٤١]، [٢/ ١٧٧ هام]، [٢/ ٢٠٧، ب٤٥]، [٢/ ٢٥٦، ب٦]، [٢/ ٢٦٦، ب١٨]، [٢/ ٢٧٤، ب١]، [٢/ ٣٠٩، ب٣]، [٢/ ٣١٥، ب٢٦]، [٢/ ٣٢٩، ب٣١]، [٢/ ٣٦٤، ب١٦]، [٢/ ٤٢٤، ب٤]، [٣/ ١٤، ب٢٩]، [٣/ ١٧٦، ب٣]، [٣/ ٢١ ـ ٢٢، ب٣]، [٣/ ٣٠٩، ب٤]، [٣/ ٣٤، ب٩]، [٣/ ٥، ب١]، [٣/ ٥٧، ب١١]، [٣/ ٨٤، ب٢٢]، [٤/ ١٦٤، ب١]، [٤/ ٩٠ ـ ٩١، ب١٠].

<<  <   >  >>