للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ـ أن المفردات لا تستقر على حال، وذلك لأن ((الحياة تشجع على تغير المفردات؛ لأنها تضاعف الأسباب التي تؤثر في الكلمات، فالعلاقات الاجتماعية والصناعات، والعُدد المتنوعة تعمل على تغير المفردات، وتقصي الكلمات القديمة، أوتحور معناها، وتتطلب خلق كلمات جديدة)) (١).

٢ـ إن كل جماعة لغوية تترابط لغويا، وتتحول إلى جماعة ثقافية متميزة تصوغ بين الحين والآخر مدلولات جديدة للكلمات بحكم استخدامها للأشياء ومرورها بتجارب مختلفة، ولهذا كانت المدلولات سابقة لدوالها (٢).

٣ـ اللغة ليست هامدة أوساكنة بحال من الأحوال، بالرغم من أن تقدمها قد يبدو بطيئا في بعض الأحايين، فالأصوات والتراكيب والعناصر النحوية وصيغ الكلمات ومعانيها معرضة كلها للتغير والتطور (٣).

٤ـ تزداد سرعة التطور اللغوي بازدياد انتشار اللغة بين غير أهليها، وبازدياد عدد الذين يتكلمونها وتنوعهم (٤).

٥ـ لغة الشعر ((تنحو إلى استعمال كلمات قديمة؛ لأن الشعر يمتد تاريخيا في ثقافات متنوعة، ويعتمد على التعلم، وعلى شعر سابق)) (٥).

٦ ـ تتميز اللغة ((بأنها تستطيع أن تضفي على نفسها شكلا من أشكال عدة من خلال تعدد وظائفها: البلاغية، القانونية، الطقوسية، العاطفية ... ومن الطبيعي أن الانتقال من المفاهيم إلى الرؤيا يؤسس إزاحة ما داخل اللغة، وكلما اتسعت تلك الإزاحة اقترب النص خطوة أخرى من الشعرية)) (٦). ومن الطبيعي أن ((الإزاحة اللغوية، بمعنى الخروج على العرف اللغوي للوظيفة الإبلاغية للغة، لا بد وأن يتبعها نوع من الغموض يتسع كلما اتسعت مساحة تلك


(١) التطور اللغوي: د. رمضان عبد التواب، ص ١١، ١٢.
(٢) التحليل الدلالي، إجراءاته ومناهجه: د. كريم زكي حسام الدين،١/ ١١
(٣) دور الكلمة في اللغة: د. كمال بشر، ص ١٥٣
(٤) التطور اللغوي: د. رمضان عبد التواب، ص ١٢.
(٥) مقال بعنوان: ((مقدمة لدراسة التطور الدلالي في العربية الفصحى في العصر الحديث))، بقلم: أحمد محمد قدور، مجلة عالم الفكر، مارس ١٩٨٦ ص ٤٤، الكويت
(٦) د. عبد العزيز موافي: الرؤية والعبارة، مدخل إلى فهم الشعر، ص ٣٠١ مكتبة الإسرة، ٢٠١٠، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

<<  <   >  >>