للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لي مِن أَبي جَعفَرٍ آخِيَّةٌ سَبَبٌ ... إِن تَبقَ يُطلَب إِلى مَعروفِيَ السَّبَبُ [بحر البسيط]

((أصل ((الآخية)) أن يدفن حبل في التراب، ثم تخرج منه عروة؛ فيشد فيها الفرس ثم كثر ذلك حتى قالوا: ((لي عنده آخية))؛أي شيء أعتمد عليه من ود أوخدمة)) (١).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

شِدادَ الأَسرِ سالِمَةَ النَواحي ... مِنَ الإِقواءِ فيها وَالسِنادِ [بحر الوافر]

((أصل ((الأسر)) في شد الشيء بالقد؛ ولذلك سُمِّي الأسير أسيرا؛ لأنهم يربطونه بالقد، ثم كثر ذلك حتى قالوا: هو شديد الأسر؛ أي: الخلق)) (٢).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

لَهُم سَلَفٌ سُمرُ العَوالي وَسامِرٌ ... وَفيهِم جَمالٌ لا يَغيضُ وَجامِلُ [بحر الطويل]

((.. ((السامر)): القوم الذين يتحدثون بالليل في القمر، وقيل: إن السمر ظل القمر، ثم كثر ذلك حتى سُمي الحديث في الليل سَمَرًا)) (٣).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

سَلِسَ اللُّبانَةِ وَالرَّجاءِ بِبابِهِ ... كَثَبَ المُنى مُمتَدَّ ظِلِّ المَطلَبِ [بحر الكامل]

((... وكأن أصل ((اللبانة)) أن يطلب الرجلُ من الآخر لبنا، ثم كثر ذلك حتى سميت كل حاجة لبانة)) (٤).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٤٣ب١٤].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٨٠ـ ٣٨١ب٤٦].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١١٤ب٦].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٠٢]، وقد جاء في معجم أساس البلاغة مادة لبن ٨٤٤: ((لَبَنْت القومَ: سقيتهم اللبن))، والانتقال الدلالي للفظة لبانة من معنى ((طلب الرجل من الآخر لبنا)) إلى ((كل حاجة لبانة)) قد يبدو بعيدا، ولكن هذا قد يدخل ضمن ((تغير مجال الاستعمال الدلالي))، فمن الأمور التي شغل بها اللغويون أنفسهم تحديد مفهوم التغير الدلالي، وثمة تقسيمات عديدة في هذا الأمر منها ((التقسيم المنطقي القائم على وجود خمسة مظاهر: تعميم الدلالة وتخصيصها، ورقيها وانحطاطها، وتغير مجال الاستعمال))، ينظر: د. محمد حسن عبد العزيز: المعجم التاريخي للغة العربية، ص ٣٨٧

<<  <   >  >>