للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد استغل التبريزي هذا العنصر ووظفه بحيث يظهر الانحرافات الاستعمالية عند أبي تمام، ورد بعض روايات الديوان؛ لأنها لا تناسبه، أوترجيح عدم قولها، كما استخدمه لإبراز ما وراء الكلمة من ظلال بلاغية.

ولا شك أن اتفاق أبي العلاء والتبريزي على ((المسموع اللغوي)) ـ كأداة للشرح ـ أمر له دلالته ((المهمة) وهي: ((أن التفسير للنصوص العربية يجب أن يكون في حدود المستعمل عند أهل العربية))، بمعنى أن المفسر للنص العربي لا يجوز أن يأتي بتفسير للنص العربي ليس معروفا عند العرب (١).

أما العنصر المهم الثاني الذي اهتم به التبريزي اهتماما بالغا مقتديا بأستاذه أبي العلاء فهوعنصر ((الاهتمام الدلالي بالكلمة))، هذا الاهتمام الذي يظهر في بيان الأصل الدلالي المأخوذ منه الكلمة، وتتبع التطور الدلالي للكلمة، والاهتمام بالمعنى السياقي. وهذه كلها أمور مهمة جدا في تفسير النص، والوقوف على المعنى الصحيح، أوالتأويل المناسب له، وقد أشار البحث في موضعين آخرين أسباب اهتمام أبي العلاء والتبريزي بتتبع التطور الدلالي للكلمة.

********


(١) وهذا هوالمنهج الذي اعتمد عليه مفسروالقرآن بالمأثور، ومنهم مثلا الإمام ((الطبري))، حيث إن منهجه في التفسير يستند إلى ((الرجوع إلى اللغة ولسان العرب، وإلى الشعر العربي)). [ينظر: مدخل إلى علم التفسير، د. محمد بلتاجي، ص ١١١، مكتبة الشباب، ٢٠٠٠].

<<  <   >  >>