للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التعجب على ((أَفْعَلَ)) في التفضيل، إلا في أشياء مسموعة. وقد ذهب بعضهم إلى أن ذلك قياس مطرد في كل فعل ماض على ((أفعل))؛ والأخذ بالسماع أحسن)) (١).

بل إننا في بعض الأحيان نجده يخالف الجمهور في بعض الآراء، من ذلك مثلا القول بمصدرية ((لو)) فقد ((أثبت مصدريتها الفراء، والفارسي والتبريزي، وأبو البقاء، وابن مالك، ومنعه الجمهور)) (٢).

ووقوف الباحث على مفهوم جديد للبنية الصرفية عنده لم يجده عند غيره (٣). ومخالفته لأستاذه أبي العلاء في تفضيل السماع على القياس.

ولم يكتف د. سليمان الشطي باتهام التبريزي بعدم المذهبية، بل رماه بالسرقة، فقال: ((نعم، يحمد له دوره وهدفه وأن المنهج الذي رسمه واستطاع تحقيق أهم جوانبه مقبول وجيد والنتيجة وافية بالغرض، ولكن الاعتراض ينصب على الكيفية التي حقق بها هدفه، فمن حقه في مجال التعليم الاستعانة بالجهود السابقة ليقدمها إلى المتعلمين، ولكن لم يقل أحد إن الاستفادة من معلومات الآخرين تعني النقل المباشر بالعبارات نفسها والألفاظ ذاتها من دون إشارة تذكر. فالفرق واضح بين الاستعانة المشروعة بكل الجهود والسرقة الواضحة المكشوفة أو على الأقل التصرف في مؤلفات الآخرين)) (٤).

وهذا كلام مردود، ويكفينا للرد عليه قول الإمام الذهبي ـ إمام الجرح والتعديل بلا منازع عند علماء الحديث فضلا عن أنه من أكابر المؤرخين ـ فيه بأنه ((إمام اللغة)


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٨ب٢٧]، وينظر أيضا الأصول النحوية عند التبريزي: السماع.
(٢) السيوطي: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، ١/ ٢٧٩، تحقيق وشرح د. عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية ١٩٧٥م، الكويت
(٣) ينظر ص ١٦٣
(٤) المعلقات وعيون العصور، ص١٠٣

<<  <   >  >>