للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يتتبع شرح أبي العلاء يجد أن ((القياس)) أمر واضح وجَلِيٌّ عنده حاضر في ذهنه، يلجأ إليه في توضيح بعض المسائل الصرفية والنحوية، والعروضية، واللغوية عند أبي تمام، ومن ذلك قوله عند قول أبي تمام:

لا ذوالحُقودِ اللُقَّحِ اللاتي تَرى ... كَشحَ الصَديقِ وَلا العِداتِ الحُيَّلِ [بحر الكامل]

((و ((الحُيَّل)) جمع حائل؛ وهي التي لم تحمل، و ((الحُوَّل)) بالواو أجود؛ لأنه من ذوات الواو؛ فتظهر في جمعه، كما يقال: صائم وصُوَّم، قائم وقُوَّم؛ وقد قلبت إلى الياء استثقالا للتشديد مع الواو، كما قالوا: صُيَّم في جمع صائم، ونُيَّم في جمع نائم، وهما من الصوم والنوم)) (١).

ـ قال أبوتمام: الحَسَنُ بنُ وَهبٍ ... كَالغَيثِ في انسِكابِه

في الشَّرخِ مِن حِجاهُ ... وَالشَّرخِ مِن شَبابِه [بحر: مجزوء الرجز]

((هذا الوزن لم يذكره الخليل فيما ذكر، وإذا حمل على قياس ما قال فأشبه الأشياء به أن يكون من المنسرح)) (٢).

ـ قال أبوتمام:

نَعاءِ إِلى كُلِّ حَيٍّ نَعاءِ ... فَتى العَرَبِ احتَلَّ رَبعَ الفَناءِ [بحر المتقارب]

((العامة يثبتون الياء في بيت الطائي، كأنهم يعتقدون الإضافة، وذلك رديء جدا في القياس؛ لأن قولك ((حَذَار)) وما جرى مجراها لا تضاف إلا أن تخرج عن بابها؛ لأنها واقعة موقع الأمر إذ كان المفعول يقع بعدها، قال الفرزدق:

نَعاءِ ابنَ لَيلى للسَّماحة والنَّدى ... وأضياف ليلٍ مُقفَعِلِّي الأَنامِلِ (٣) [بحر الطويل]


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٣٩ب٢٤].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٠٨].
(٣) الرواية التي وردت لهذا البيت في ديوان الفرزدق:
نَعاءِ اِبنَ لَيلى لِلسَّماحة والنَّدى ... وَأَيدي شَمالٍ بارِداتِ الأَنامِلِ [بحر الطويل]
وورد هذا الشاهد في معجم شواهد النحو الشعرية برقم ٢٢٠٦، ص ٥٦١، وضعه ضمن باب: أسماء الأفعال والأصوات، وقال صاحب المعجم: ((الشاهد للفرزدق في ديوانه ٢/ ٦٥، وابن السيرافي ص ٦٠٤،وهو بلا نسبة في سيبويه والشنتمري ٢/ ٣٧،والإنصاف ٢٧٨،وما بنته العرب على فعال ص ٨))

<<  <   >  >>