للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((... يقال: أخدجت الناقة إذا ألقت ولدها ناقصَ الخَلْق، وإن كانت شهورها تامة، وخدجت إذا ألقته لغير تمام، وقال قوم: خدجت وأخدجت سواء؛ وهذا القول أشبه بكلامهم؛ لأن فَعَلَ وأفعل يشتركان كثيرا ... و ((الأندلس)) بناء مستنكر إن فتحت الدال وإن ضمت، وإذا حملت على قياس التصريف، وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها ((فَعْلَلُلُ))، وهذا بناء مستنكر، ليس في كلامهم مثل ((سَفْرَجَل)) ولا ((سَفْرَجُل))، فإن ادعى مدع أنها ((فَنْعَلُل)) فقد خرج من حكم التصريف؛ لأن الهمزة إذا كان بعدها ثلاثة أحرف من الأصول لم تكن إلا زائدة)) (١).

ومجمل القول إن أبا العلاء كان يُجِلُّ القياس، ويقدره، ويجعله في مكانة متساوية مع السماع إن لم تفقها وتتجاورها.

...

انحرافات أبي تمام اللغوية والأسلوبية بين القياس والسماع عند أبي العلاء:

ورد عن الخليل بن أحمد قوله: ((الشعراء أمراء الكلام يصرفونه أنى شاءوا، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من: إطلاق المعنى وتقييده، ومن تصريف اللفظ وتعقيده، ومد المقصور، وقصر الممدود، والجمع بين لغاته، والتفريق بين صفاته، واستخراج ما كلت الألسن عن وصفه ونعته، والأذهان عن فهمه وإيضاحه، فيقربون البعيد، ويبعدون القريب، ويحتج بهم، ولا يحتج عليهم)) (٢).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٦ـ ١٧ب١٦]، ولمزيد من المواضع في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ المواضع الآتية: [١/ ١١٤]، [١/ ١٣ب٩]، [١/ ٢٠ـ ٢١]، [١/ ٢٣٠ب٣٤]، [١/ ٢٣٢ ٢٣٣ب٤٣]، [١/ ٢٤٨ب٢٩]، [١/ ٢٦٠ب١]، [١/ ٢٨٨ ٢٨٩ب٣٠]، [١/ ٣٣٠ب٦]، [١/ ٣٦٧ب٣٨]، [١/ ٤٣]، [١/ ٤٣٥ب٣٠]، [١/ ٥٤]، [١/ ٧٦]، [١/ ٧٨]، [٢/ ٢٢٣ب١]، [٢/ ٢٥٥ب٤]، [٢/ ٢٦٦ب١٨]، [٢/ ٢٧٩ب١٦]، [٢/ ٢٩١ب١٥]، [٢/ ٣٦٢ب١٠]، [٢/ ٨٥ب١٨]، [٣/ ١٠٣ب٢٥]، [٣/ ١٧٦ب٢، ٣]، [٣/ ٣١٣ب١٣]، [٣/ ٨٠ب ٩]، [٤/ ٧٤ب٣].
(٢) حازم القرطاجني: منهاج البلغاء، ١٤٣ـ ١٤٤، تحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة، دار الغرب الإسلامي.

<<  <   >  >>