(١) هو أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، من أعاظم الخلفاء ودُهاتِهم، نشأ في المدينة، وجالس الفقهاء والعلماء، ورَوَى الحديثَ عن أبيه وجابر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عمر ومعاوية وأم سلمة وبَرِيرِة مولاة عائشة وغيرهم. ورُوي الحديثُ عنه أيضًا. وكان ناسكاَ متعبداً. قال الشعبي: ما ذاكرتُ أحدًا إِلَّا وجدتُ لي الفضلَ عليه إِلَّا عبدَ الملك، فما ذاكرته حديثًا ولا شِعْراً إِلَّا زادني. وقال الذهبي في "سِيَرِ أعلام النبلاء" ٤: ٢٤٧: ٩ كذا قال ابن سعد، وإنما استعمل معاويةُ أباه". استعمله معاوية على المدينة، وهو ابن ١٦ سنة، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه سنة ٦٥، فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة والحزم، فكان جباراً على معانديه، قويَّ الهيبة. قال الذهبي: "وكان من رجال الدهر، ودُهاةِ الرجال، وكان الحجاجُ من ذنوبه". ونُقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية، وضُبِطَتْ الحروف بالنقَط والحركات. وهو أول من صَكَّ الدنانيرَ في الإِسلام، وهذه مَنْقَبَةُ شَرَفِ وَعزة إسلاميةِ واستقلال، تَدُلُّ على نفسيته الرفيعة الأبِيَّة، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد صَك الدراهم. وكان يقال: معاوية للحِلْم، وعبُد الملك للحَزْم. وكان نقشُ خاتمه: "آمنتُ بالله مُخلِصاً". ولد سنة ٢٦، وتوفي سنة ٨٦ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -. انتهى باختصار من "الأعلام" للزركلي وغيرِهِ مع زيادة. (٢) هو إدريسُ بن صَبِيح الأودي، من كبار أتباع التابعين، ومن رواة الحديث. =