قال وذكر الشعبي عن علي رضي الله عنه أنه خرج عليهم وهو يقول: ما أردها على الكبد, فقيل له: وما ذلك؟ قال: أن تقول للشيء لا تعلمه الله أعلم.
قال وذكر الحسن بن علي الحلواني وساق بإسناده عن القاسم قال: يا أهل العراق أنا والله لا نعلم كثيرا مما تسألونا عنه ولأن يعيش المرء جاهلا لا يعلم ما افترض عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله مالا يعلم.
قال وقال الحسن: حدثنا نعيم بن حماد, قال: سمعت بعض أصحاب ابن عون أظنه حسين بن حسين عن ابن عون, قال: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فسأله عن شيء فقال القاسم: لا أحسنه فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي؛ وكثرة الناس حولي؛ والله ما أحسنه, فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم فقال القاسم: والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به.
وروي أيضا عن مالك قال: سأل عبد الله بن نافع أيوب السختياني عن شيء فلم يجبه فقال له لا أراك فهمت ما سألتك عنه قال: بلى, قال: فلم لا تجيبني, قال: لا أعلمه.
وروى أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا عند مالك بن أنس, فجاءه رجل فقال له: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلدي مسألة أسالك عنها، قال: سل فسأله الرجل عن المسألة, فقال: لا أحسنها، قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم, قال: تقول لهم: قال مالك: لا أحسن.
قال: وذكر ابن وهب في كتاب المجالس, قال: سمعت مالكا يقول: ينبغي للعالم أن يألف فيما أُشْكِل قول لا أدري فإنه عسى