وروى أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة عن الحسن قال: قال رجل عند ابن مسعود: إني مؤمن ,قال: فقيل له يا أبا عبد الرحمن يزعم أنه مؤمن قال: فاسألوه أهو في الجنة أو في النار؟ قال: فسألوه فقال: الله أعلم فقال: ألا وكلت الأولى كما وكلت الأخرى.
وهذا القول من ابن مسعود رضي الله عنه ظاهر في التفريق بين مسمى الإسلام ومسمى الإيمان لأنه عاب على الذين قالوا: إنهم مؤمنون, ولم ينقل عنه ولا عن غيره من العلماء أنهم عابوا على من قال: إنه مسلم فدل على أن الإسلام والإيمان متغايران.
وقد كان كثير من علماء السلف يرون الاستثناء في الإيمان ويعيبون على من لا يستثني، قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة: حدثني أبي حدثنا علي بن بحر سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: الإيمان قول وعمل، قال: وكان الأعمش ومنصور ومغيرة وليث وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وعمارة بن القعقاع والعلاء بن المسيب وابن شبرمة وسفيان الثوري وأبو يحيى صاحب الحسن وحمزة الزيات يقولون: نحن مؤمنون إن شاء الله ويعيبون على من لا يستثنى وقد رواه أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة عن أبي نصر محمد بن كردي عن المروذي عن الإمام أحمد فذكره بمثله.
وقال عبد الله أيضا قرأت على أبي جعفر حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا الوليد يعني ابن مسلم سمعت أبا عمرو يعني الأوزاعي ومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز ينكرون أن يقول أنا مؤمن ويأذنون في الاستثناء أن أقول أنا مؤمن إن شاء الله.