للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا تحرك ويقال استحل هذا الشخص أي انظر هل يتحرك أم لا؟ وكأن القائل يقول لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله عز وجل، وكذا قاله أبو عمر في الشرح عن أبي العباس قال: معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في درك خير إلا بالله، وقيل لا حول عن معصية الله تعالى إلا بعصمته ولا قوة على طاعة الله إلا بعونه ويحكى هذا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: معنى لا حول ولا تحويل للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة له على طاعة الله إلا بتوفيق الله، وقيل معنى لا حول لا حيلة , وقال النووي هي كلمة استسلام وتفويض وأن العبد لا يملك من أمره شيئا وليس له حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى. انتهى.

ومما ذكرته عن أهل اللغة وغيرهم من العلماء، يتضح ما بين الحول والقوة من التغاير ويتضح أيضا خطأ من زعم أنه يراد بالتالي نفس الأول والله أعلم.

ومما ذكره الرازي في تفسيره عن المعتزلة أنهم قالوا: كل رسول نبي وكل نبي رسول ولا فرق بينهما، يتبين أن ابن محمود قد تبع المعتزلة في رسالته التي سماها (إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء) وخالف أهل السنة والجماعة الذين قالوا بالتفريق بين الرسول والنبي كما أنه قد تبع الخوارج والمعتزلة في زعمه أن مسمى الإسلام والإيمان واحد، وكذلك قد تبع غلاة القدرية في رسالته التي سماها (الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر) حيث كرر فيها إنكاره لكتابة المقادير وزعم أنها عبارة عن العلم القائم بذات الله وسبق علمه بالأشياء قبل وقوعها، وبئس السلف غلاة القدرية والمعتزلة والخوارج.

<<  <   >  >>