ذكره، ويوافق قول المرجئة الذين يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، وأما نفي الإيمان والإسلام معا عن الزاني حين يزني وهذا يوافق قول الخوارج والمعتزلة الذين يخرجون أهل الكبائر من اسم الإيمان والإسلام، لأن الإيمان والإسلام عندهم واحد فإذا خرجوا من الإيمان خرجوا من الإسلام، فقول ابن محمود لا يخلو من موافقة المرجئة أو موافقة الخوارج والمعتزلة، فليختر ما يناسبه من القولين إن كان لا يزال مصرا على قول الباطل.
الوجه السابع: أن ابن مسعود رضي الله عنه عاب على الذين ادعوا لأنفسهم الإيمان، قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة: حدثني أبي حدثنا يحيي حدثنا شعبة حدثني مغيرة عن أبي وائل قال: قال رجل عند عبد الله: أني مؤمن قال: قل أني في الجنة، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال عبد الله أيضا: حدثني أبي حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثني سلمة بن كهيل عن إبراهيم عن علقمة قال: قال رجل عند عبد الله أني مؤمن، قال: قل إني في الجنة ولكنا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال عبد الله أيضا حدثني أبي حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: يا أبا عبد الرحمن لقيت ركبا فقلت: من أنتم فقالوا: نحن المؤمنون قال عبد الله: أفلا قالوا نحن أهل الجنة، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال عبد الله أيضا: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن مغيرة قال: قال رجل لأبي وائل سمعت ابن مسعود يقول: «من شهد أنه مؤمن فليشهد أنه من أهل الجنة» قال: نعم، إسناده صحيح على شرط الشيخين.