أيضا قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغيرهما من أكابر العلماء في ذلك، وتقدم أيضا ما ذكره أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي عن أصحاب التواريخ من المسلمين أنهم أجمعوا على أن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا وأن عدد الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر، وتقدم أيضا قول ابن حزم في التفريق بين الرسول والنبي أنه لا خلاف فيه فليراجع كل ما تقدم ذكره ففيه أبلغ رد على من أبطل فائدة المغايرة بين الرسول والنبي.
الوجه الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الإسلام والإيمان حين سأله جبريل عنهما وصدقه جبريل على ذلك، وقد جاء ذلك في عدة أحاديث صحيحة، منها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» قال: صدقت, قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الإيمان, قال:«أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» قال صدقت. الحديث وفي آخره ثم قال لي:«يا عمر أتدري من السائل» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة ببعض