وصيروه عامل ركود وانحطاط مع أنه هو القوة والوثوب والنشاط).
وقال في صفحة ٢٥٩ من كتاب الأغلال ما نصه:(فالقضاء والقدر معناهما أن الله قد أوجد هذا العالم مقدرا بمقادير مضبوطة محكوما بسنن لا تقبل التغيير وأنه تعالى قد فرغ من ذلك فراغا لا يعقبه تبديل ولا تعديل ولا زيادة أو نقصان) وقد نقل ابن محمود هذا الكلام بعينه في تعريفه للقضاء والقدر كما تقدم ذكره في أول كلامه.
ومن جعل أقوال عدو الله القصيمي وأمثاله من الزنادقة عمدة له في باب القضاء والقدر فغير مستبعد منه أن يتأثر بهم فيما سوى ذلك من أقوالهم الباطلة وآرائهم الفاسدة، نعوذ بالله من زيغ القلوب وانتكاسها، وقد قال الشاعر وأحسن فيما قال:
ومن يكن الغراب له دليلا
يمر به على جيف الكلاب
وقد رد الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويح رحمه الله تعالى على صالح الأغلال ردا وافيا في كتابه (بيان الهدى من الضلال، في الرد على صاحب الأغلال) فليراجع فإنه مهم جدا، وكذلك قد رد عليه الشيخ عبد الله بن علي بن يابس والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ورده مختصر جدا، وكل منهم قد أجاد وأفاد رحمهم الله تعالى.
وإذا علم ما ذكرنا من انحراف ابن محمود في باب القضاء والقدر فليعلم أيضا أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الله تعالى قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم ذكره قريبا.