للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمالهم فلما قامت القيامة عرضت عليهم أعمالهم وقيل {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ثم عرض بالكتابين فكانا سواء. قال ابن عباس: ألستم عربا هل تكون النسخة إلا من كتاب؟» رواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه.

وعنه أيضا رضي الله عنه أنه قال: «إن الله جل ذكره خلق العرش فاستوى عليه، ثم خلق القلم فأمره أن يجري بإذنه فقال القلم: بما يا رب أجري؟ قال: بما أنا خالق وكائن في خلقي من قطر أو نبات أو نفس أو أثر يعني به العمل أو رزق أو أجل، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فأثبته الله في الكتاب المكنون عنده تحت العرش» رواه ابن أبي حاتم والطبراني.

وعن مجاهد قال: قيل لابن عباس رضي الله عنهما: إن هاهنا قوما يقولون في القدر فقال: «إنهم يكذبون بكتاب الله عز وجل لآخذن بشعر أحدهم فلأنصونه، إن الله عز وجل كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئا، ثم خلق فكان أول ما خلق القلم ثم أمره فقال: اكتب، فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة، وإنما تجري الناس على أمر قد فرغ منه» رواه الآجري في كتاب الشريعة.

قوله فلأنصونه أي أخذ بناصيته.

وهذه الآثار عن ابن عباس رضي الله عنهما لها حكم المرفوع لأنه لا دخل للرأي في مثل هذا وإنما يقال عن توقيف:

وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية:

واذكر حديث السبق للتقدير والـ ... توقيت قبل جميع ذي الأعيان

خمسين ألفا من سنين عدها الـ ... مختار سابقة لذي الأكوان

<<  <   >  >>