للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَارِدُونَ (٩٨)﴾؛ قال المشركون: فإن عيسى وعزيرًا والشمس والقمر يُعْبَدن؛ فأنزل الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)(١). [ضعيف]

• وعن عبد الله بن عباس ؛ قال: آية في كتاب الله لا يسألني الناس عنها، ولا أدري: أعرفوها؛ فلا يسألوني عنها، أم جهلوها؛ فلا يسألوني عنها؟!! قيل: وما هي؟ قال: آية، لما نزلت: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)﴾؛ شقّ ذلك على أهل مكة، وقالوا: شتم محمد آلهتنا، فقام ابن الزبعرى، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: شتم محمد آلهتنا، قال: وما قال؟ قالوا: قال: " ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)﴾ "، قال: ادعوه لي؛ فدعي محمد ، فقال ابن الزبعرى: يا محمد! هذا شيء لآلهتنا خاصّة أم لكل من عبد من دون الله؟ قال: "بل لكل من عُبد من دون الله ﷿"، قال: فقال: خصمناه وربّ هذه البنية، يا محمد! ألست تزعم أن عيسى عبد صالح، وعزيرًا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون؟! قال: "بلى"، قال: فهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرًا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال: فضج أهل مكة؛ فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾:


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١٧/ ٩٧)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٣/ ١٥ رقم ٩٨٥)، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (٣/ ٢٣٦، ٢٣٧ رقم ٦٥٩)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (١/ ٢٢٤، ٢٢٥ رقم ٢٢٥)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "موافقة الخبر الخبر" (٢/ ١٧٣) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٠/ ٣٠٤، ٣٠٥ رقم ٣٢٤) - من طريق أبي كدينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عطاء بن السائب اختلط، ولم يرو عنه أبو كدينة قبل الاختلاط. لكن له طريق أخرى، يأتي بعده؛ فيصح الحديث بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>