للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما بلغ هذا الموضع: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)[النجم: ١٩، ٢٠]؛ ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى!!!. ففرح المشركون بذلك وقالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم؛ فسجد وسجدوا؛ فجاء جبريل، فقال: "اقرأ عليّ ما جئتك به"؛ فقرأ: " ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)﴾ تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى"، فقال -أي: جبريل-: "ما أتيتك بهذا، هذا من الشيطان"؛ فأنزل الله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)﴾ " (١). [باطل]


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١٧/ ١٣٣) -من طريق محمد بن جعفر- غندر - وعبد الصمد، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٢٣٩) - من طريق الطيالسي ثلاثتهم عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد به مرسلًا.
قلت: وهذا مرسل رجاله ثقات، وقد وصله بعضهم ولا يصح كما سيأتي.
وقد توبع أبا بشر؛ فأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٠٩) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عثمان بن الأسود عن سعيد به مرسلًا.
قلت: وهذا صحيح الإسناد وهو متابع قوي يؤكد أن أصل الحديث مرسل وقد وصله بعضهم من هذا الطريق ولا يصح.
قال السيوطي في "لباب النقول" (ص ١٥٠): "أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر بسند صحيح".
وقال في "الدر المنثور" (٦/ ٦٥): "وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح".
وأخرجه البزار في "مسنده" (٣/ ٧٢ رقم ٢٢٦٣ - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ رقم ١٢٤٥٠)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تخريج الكشاف" (٢/ ٣٩٤) -ومن طريقهما الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٠/ ٨٨، ٨٩ رقم ٨٣، ٨٤) جميعهم من طريق يوسف بن حماد المعنى عن أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>