وقال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف" (ص ١١٤ رقم ٣١): "أما ضعفه؛ فلا ضعف فيه أصلًا؛ فإن الجميع ثقات، وأما الشك فيه؛ فقد يدعى تأثيره لو كان فردًا غريبًا ولكن غايته أن يصير مرسلًا … ". اهـ. فقد سلم الحافظ بأن الحديث مرسل لكن ذهب إلى تقويته بكثرة الطرق وسنبين ذلك -إن شاء الله-. وقال في "فتح الباري" (٨/ ٤٣٨) -ونقله عنه المناوي في "الفتح السماوي" (٢/ ٨٤٣) - وما بين المعكوفتين زيادة منه: "قد وردت هذه القصة من طرق كثيرة، وكثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلًا [مع أنّ لها طريقًا متصلًا بسند صحيح أخرجه البزار"] وطريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيح". وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٢٣٩): "ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١١٥): "ورجال البزار والطبراني رجال الصحيح". وقال السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٦٥): "بسند رجاله ثقات". قلت: خالف أميةُ ثلاثةً من الثقات، وبعضهم أثبت الناس في شعبة؛ فرواه عن شعبة به موصولًا. وأمية؛ وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم وهو من رجال مسلم، وفي "التقريب": "صدوق"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٢٨، ١٢٩) ونقل عن الإمام أحمد أنه لم يحمد أمية في الحديث، وقال: "إنما كان يحدث من حفظه لا يخرج كتابًا". وروى له العقيلي حديثًا ثم قال عقبه: "رواه الناس عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة مرسلًا". فهذا يشعرنا أن أمية قد يخالف أصحاب شعبة ويصل الحديث والناس يروونه =