للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتبرأ مني بين أظهرهم، فقال له الوليد: ابن أخي! لعل أحد آذاك وشتمك وأنت في ذمتي؛ فأنت تريد من هو أمنع لك مني فأكفيك ذلك، قال: لا، والله ما بي ذلك، وما اعترض لي من أحد، فلما أبى عثمان إلا أن يتبرأ منه الوليد؛ أخرجه إلى المسجد، وقريش فيه كأحفل ما كانوا، ولبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم، فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشًا، فقال: إن هذا غلبني وحملني على أن أبرأ إليه من جواري، أشهدكم أني منه بريء، فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم فقال:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال عثمان: صدقت، ثم إن لبيد أنشدهم تمام البيت:

وكل نعيم لا محالة زائل

فقال: كذبت، فأُسكت القوم، ولم يدروا ما أراد بكلمته، ثم أعادها الثانية وأمر بذلك، فلما قالها؛ قال مثل كلمته الأولى والآخرة، صدقت مرة وكذبت مرة، وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفني، وإذا قال: كل نعيم ذاهب؛ كذبه عند ذلك؛ إن نعيم أهل الجنة لا يزول، نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون، فاخضرت مكانها، فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه: قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا، وكنت عما لقيت غنيًا ثم ضحكوا، فقال عثمان: بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرًا، وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة، لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة. فقال له الوليد: إن شئت أجرتك الثانية، فقال: لا أرب لي في جوارك (١). [ضعيف]


(١) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٣٤ - ٣٧ رقم ٨٣١٦): ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله، وقد أعله بعض أهل العلم بابن لهيعة، ولم يصب؛ فإن عمرو بن خالد روى عنه قبل احتراق كتبه؛ كما قال الحافظ ابن سيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>