للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• عن البراء بن عازب ؛ قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل، كان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين؛ فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع جاء القنو؛ فضربه بعصاه؛ فيسقط البسر والتمر؛ فيأكل، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف، وبالقنو قد انكسر؛ فيعلقه؛ فأنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧)﴾ الآية.

قال: لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى؛ لم يأخذه إلا عن إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده (١). [صحيح]


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٢٢٦)، والترمذي (٥/ ٢١٨، ٢١٩ رقم ٢٩٨٧)، وابن ماجه (١/ ٥٨٣ رقم ١٨٢٢)، وابن جرير في "جامع البيان" (٣/ ٥٥)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٠١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٥٢٨ رقم ٢٨٠٣)، والحاكم (٢/ ٢٨٥)، والبيهقي (٤/ ١٣٦)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٥٦)، وابن مردويه؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٣٢٨) من طرق عن البراء به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" كذا في المطبوع، ونقل ابن كثير في "تفسيره": أن الحاكم صححه على شرطهما.
وفي الزوائد على ابن ماجه: "إسناده صحيح".
قلنا: مداره على السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة- صدوق عالم بالتفسير، وقد قال العجلي: "ثقة عالم في التفسير راوية له"، وهذا من التفسير؛ فالحديث صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٥٨)، وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>