• عن عبد الله بن عباس في قوله ﷿: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾؛ قال: يُعرفون يوم القيامة بذلك، لا يستطيعون القيام إلا كما يقوم المجنون المُخنَّق: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾ -وكذبوا على الله-: ﴿وَأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى﴾ إلى قوله: ﴿وَمَنْ عَادَ﴾؛ فأكل الربا: ﴿فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
فبلغنا -والله أعلم- أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف، وفي بني المغيرة من بني مخزوم.
كانت بنو المغيرة يربون لثقيف، فلما أظهر الله رسوله على مكة؛ وضع يومئذ الربا كله.
وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم، وما كان عليهم من ربا؛ فهو موضوع، وكتب رسول الله ﷺ في آخر صحيفتهم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين: أن لا يأكلوا الربا ولا يؤاكلوه؛ فأتاهم بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسد -وهو على مكة- فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا؟ وضع عن الناس غيرنا، فقال بنو عمرو بن عمير: صولحنا على أن لنا ربانا؛ فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله ﷺ؛ فنزلت هذه الآية: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة:٢٧٩]؛ فعرف بنو عمرو أن