وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٢٨٨)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٩٢) من طريق يحيى الحماني ثنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس؛ قال: قال رسول الله ﷺ يوم قتل حمزة ومُثّل به: "لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلًا منهم"، قال: فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِه﴾ الآية. فقال رسول الله ﷺ: "بل نصبر يا رب"؛ فصبر ونهى عن المثلة. قلنا: وهذا منكر؛ فيه ثلاث علل: الأولى: ابن أبي ليلى؛ صدوق سيئ الحفظ جدًا. الثانية: قيس بن الربيع؛ ضعيف أيضًا. الثالثة: الحماني حافظ متهم. ووجه نكارته: أن فيه مخالفة للمتن السابق؛ كما هو واضح، على أنه يمكن القول بحسن السند السابق؛ لأن أحمد ذا روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان فهو قريب من درجة الحسن -والله أعلم-. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (٣/ ٣٦٣ - ٣٦٥ رقم ١٧٨٤ - ط الخراز) من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس؛ قال: لما انصرف المشركون عن قتال أُحد؛ أشرف رسول الله ﷺ على القتلى، فرأى منظرًا ساءه؛ فرأى حمزة ﵁ قد شق بطنه، واصطلم أنفه، وجدعت أذناه، فقال: "لولا أن تجزعن النساء وتكون سُنّة بعدي؛ لتركته حتى يحشره ﷿ من بطون السباع والطير، ومثلت بثلاثين منهم مكانه". ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه، فغطا بها رجليه فخرج وجهه، فغطى رسول الله ﷺ وجهه وجعل على رجليه من الإذخر، ثم قدمه فكبر عليه عشرًا، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع إلى جنبه فيصلي عليه، ثم يرفع ويجاء بآخر فيوضع وحمزة مكانه، حتى صلى عليه سبعين صلاة، وكان القتلى يومئذ سبعين، فلما دفنهم وفرغ منهم؛ نزلت هذه الآية: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ إلى قوله ﷿: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾؛ قال: فصبر رسول الله ﷺ ولم يعاقب ولم يقتل. =