للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• عن الشعبي؛ قال: لما كان يوم أُحد وانصرف المشركون، فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة سيئة؛ جعلوا يقطعون آذانهم، وآنافهم، ويشقون بطونهم، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: لئن أنالنا الله منهم؛ لنفعلن؛ فأنزل الله: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)﴾، فقال رسول الله ﷺ: "بل نصبر" (١). [ضعيف]


= قلنا: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ الحسن بن عمارة؛ متروك.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ١٧٩) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه.
وأخرج الدارقطني في "سننه" (٤/ ١١٨) -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٩١) - من طريق الحكم بن موسى ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن أبي عتيبة أو غيره عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس؛ قال: لما انصرف المشركون عن قتلى أُحد انصرف رسول الله ﷺ، فرأى منظرًا أساءه؛ رأى حمزة ﵁ قد شق بطنه واصطلم أنفه وجدعت أذناه، فقال: "لولا أن يحزن النساء أو يكون سُنّة بعدي لتركته، حتى يبعثه الله من بطون السباع والطير، لأمثلن مكانه سبعين رجلًا"، ثم دعا ببرده فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه، فغطى رسول الله ﷺ وجهه وجعل على رجليه شيئًا من الإذخر، ثم قدمه فكبّر عليه عشرًا، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه، حتى صلى عليه سبعين صلاة، وكان القتلى سبعين، فلما دفنوا أو فرغ منهم؛ نزلت هذه الآية: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ إلى قوله: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾؛ فصبر رسول الله ﷺ ولم يمثل بأحد.
قال الدارقطني: "لم يروه غير إسماعيل بن عياش، وهو مضطرب الحديث عن غير الشاميين".
قلنا: وهو كما قال؛ فالحديث ضعيف.
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٤/ ٣٨٩ رقم ١٨٥٩١)، والطبري في "جامع البيان" (١٤/ ١٣١، ١٣١، ١٣١، ١٣٢) من ثلاثة طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>