للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوله بعد البسملة: الحمد لله باري البريات، وغافر الخطيات، وعالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات ... إلى أن قال: أما بعد: فإن الله برحمته وطَوْله، وقوته وحَوْلِه، ضمن بقاء طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وجعل السبب في بقائهم بقاء العلماء، واقتدائهم بأئمتهم وفقهائهم، وجعل هذه الأمة مع علمائها، كالأم الخالية مع أنبيائها، وأظهر في كل طبقة من فقهائها أئمة يُقتدى بها، وينتهى إلى رأيها، وجعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام، مهّد بهم قواعد الإِسلام، وأوضح بهم مشكلات الأحكام، اتفاقهم حجة قاطعة، اختلافهم رحمة واسعة، تحي القلوب بأخبارهم، وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم، ثم اختص منهم نفرًا أعلى قدرهم ومناصبهم، وأبقى ذكرهم ومذاهبهم، فعلى أقوالهم مدار الأحكام، وبمذاهبهم يُفتي فقهاء الإِسلام. وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، -رضي الله عنه-، من أوفاهم فضيلة، وأقربهم إلى الله تعالى وسيلة، [و] أتبعهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعلمهم به، وأزهدهم في الدنيا وأطوعهم لربه، فلذلك وقع اختيارنا على مذهبه. وقد أحببت أن أشرح مذهبه واختياره، ليعلم ذلك من اقتفى آثاره، وأُبين في كثير من المسائل ما اختلف


= المنهج الأحمد (٤/ ١٥٥)، وفي الدر المنضد (١/ ٣٤٧)، وابن بدران في المدخل (ص/ ٤١٣). انظر: المدخل (ص/ ٤٢٦ - ٤٢٩)، والمدخل المفصل (٢/ ٦٩٤ - ٦٩٩)، ومعجم مصنفات الحنابلة (٣/ ٨٥ - ٨٦)، والمذهب الحنبلي (٢/ ٢٢٦ - ٢٣٥)، والمنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة (ص/ ٣٢٥ - ٣٢٦).

<<  <   >  >>