للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه مما أجمع عليه، وأذكر لكل إمامٍ ما ذهب إليه، تَبرُّكًا بهم (١)، وتعريفًا لمذاهبهم، وأشير إلى دليل بعض أقوالهم على سبيل الاختصار، والاقتصار من ذلك على المختار، وأعزو ما أمكنني عزوه من الأخبار، إلى كتب الأئمة علماء الآثار، لتحصل الثقة بمدلولها، والتمييز بين صحيحها ومعلولها، فيعتمد على معروفها، ويعرض عن مجهولها. ثم رتبتُ ذلك على شرح مختصر أبي القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي، رحمه الله تعالى، لكونه كتابًا مباركًا نافعًا، مختصرًا موجزًا جامعًا، ومؤلفه إمامٌ كبير، صالح ذو دين، أخو ورع، جمع العلم والعمل، فنتبرك بكتابه (٢)، ونجعل الشرح مرتبًا على مسائله وأبوابه، ونبدأ في كل مسألةٍ بشرحها وتبيينها، وما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها، ثم نتبع ذلك بما يشابهها مما ليس بمذكورٍ في الكتاب، فتحصل المسائل كتراجم الأبواب. انتهى.

وكتاب "المغني" في عشر مجلدات بخط المؤلف، وهو كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة، غزير المادة، حلو الأسلوب.


(١) تجاوز -رحمه الله- في هذا التعبير، لانه لا يجوز التبرك بالصالحين، لأن الصحابة لم يكونوا يفعلونه مع غير النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، لا مع أبي بكر ولا غيره، ولا فعله التابعون مع قادتهم في العلم والدين. والنبي -صلى الله عليه وسلم- له خصائص في حال حياته لا يصلح أن يشاركه فيها غيره، فلا يجوز أن يقاس عليه أحد من الأئمة، هذا لو كانوا على قيد الحياة، فكيف وهم أموات! إن الأمر إذًا أشد، ولا يجوز إطلاقًا. (تعليق المحققان الدكتور عبد الله التركي والدكتور عبد الفتاح الحلو).
(٢) هذه مبالغة منه -رحمه الله- لأنه ليس هناك كتاب يعتقد فيه البركة غير كتاب الله عز وجل، قال تعالى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام: ٩٢] ولأنه معصوم من الخطأ، وما عداه من الكتب فهو عرضة للخطأ. والله أعلم (تعليق المحققين).

<<  <   >  >>