وطريقته فيه أنه يذكر الخلاف، ولا يتعرض لذكر المقدم، بل يطلق، إلا أن صاحب "الإنصاف" ذكر في مقدمة "تصحيح الفروع" له أنه إذا قال في "المقنع": الحكم كذا في إحدى الروايتين أو الروايات مثلًا فقد قيل إنه تقدم ونقل عن الشيخ أنه قال ذلك -يعني الموفق- وهو مصطلح جماعة من الأصحاب. انتهى.
وهو من الكتب المعتمدة في المذهب، والمعول عليها عند متأخري الأصحاب حتى حاز من الشهرة والمكانة ما حازه "مختصر" أبي القاسم الخرقي عند متقدميهم؛ فلهذا إذا أطلق المتأخرون كالحارثي وغيره الكتاب فإياه يعنون، وإليه يشيرون، وقد اعتنوا به فقرأوه وحفظوه، وعلقوا عليه حواشي كثيرة، وشرحوه عدة شروح، فمن أشهر شروحه وأعظمها:"الشرح الكبير" المسمى بـ "الشافي" لشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة، وهو ابن أخ المؤلف وتلميذه، . وهو في عشر مجلدات، حذا فيه حذو عمه في "المغني" وأكثر استمداده منه.
ومنها شرح العلامة إبراهيم بن مفلح المسمى بـ "المبدع على المقنع" وهو في أربع مجلدات كبار.
ومنها شرح الشيخ أبي المحاسن يوسف بن محمد المقدسي المسمى "كفاية المستقنع لأدلة المقنع".
وشرح الشيخ مسعود الحارثي قطعة من كتاب "المقنع" من العارية إلى آخر الوصايا.
ومنها شرح المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي، وهو في أربع مجلدات ذكره ابن رجب.