للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في مجلد ضخم أوله بعد البسملة: الحمد لله الذي فقَّه من أراد به خيرًا في الدين، وشرَّع أحكام الحلال والحرام في كتابه المبين. وأعز العلم ورفع أهله العاملين به المتقين، إلى أن قال أما بعد:

فهذا كتاب في الفقه على مذهب إمام الأئمة، ومُجلي دُجى المشكلات المدلهمة، الزاهد الرباني، والصديق الثاني، أبي عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل الشيباني، -رضي الله عنه- وأرضاه، وجعل جنَّة الفردوس مأواه، اجتهدت في تحرير نقوله، واختصارها لعدم تطويله، مُجردًا غالبًا من دليله وتعليله، على قولِ واحدٍ، وهو ما رجحه أهل الترجيح، منهم العلامة القاضي علاء الدين (١) في كتبه "الإنصاف" و"تصحيح الفروع" و"التنقيح"، وربما ذكرتُ بعض الخلاف لقوَّته، وعزوتُ حكمًا إلى قائله خروجًا من تبعته، وربما أطلقت الخلاف لعدم مصحِّح. مُرادِي بالشيخ: شيخ الإسلام، بحر العلوم، أبو العباس أحمد بن تيمية، وعلى الله أعتمد، ومنه المعونة أستمد.

ورأيت في آخر بعض النسخ ما نصه: فرغ من تأليفه يوم الأربعاء خامس عشر شهر ربيع الأول سنة ست وأربعين بعد الألف، ورأيت على بعضها أيضًا ما نصه: فرغ من تبييضه جامعه موسى الحجاوي المقدسي الصالحي يوم الجمعة الثاني من جماد الآخرة سنة تسع وتسعمائة، وهذا تباين عظيم، و"الإقناع" عند أصحابنا المتأخرين من الكتب المعتبرة، والمعول عليها في الفتاوى والأحكام، وهو عظيم النفع، كبير الفائدة، حتى ربما قدموه على


(١) علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي.

<<  <   >  >>