للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا سارية، الجبل، يا سارية، الجبل، ثلاثًا، ثم قدم رئيس الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، بينما نحن نقاتل العدو إذ سمعنا صوتًا ينادي: يا سارية، الجبل، ثلاثًا، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله» (١).

وجه الاستدلال: قال ابن بدران (٢): «وجه الاستدلال بها أن سارية سمع عمر وهو بنهاوند- كما في بعض الطرق- وعمر كان في المدينة، فعمل سارية بما سمعه من الصوت» (٣).

الدليل الثاني: أن إجراء العقد مشافهة عبر وسائل الاتصال الحديثة تتوفر فيه شروط عقد النكاح من الإيجاب والقبول، وسماع الشهود للعاقدين، والموالاة بين الإيجاب والقبول (٤).

الدليل الثالث: أن المقصود من العقود هو الرضا؛ لكي يتمكن مَن عُرض عليه الإيجاب من المتعاقدين أن يتدبر أمره، فيقبل


(١) رواه ابن سعد في طبقاته (٦/ ١٥٣) عند ترجمة سارية، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ١٠١).
(٢) هو العلامة عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن بدران السفري الرومي، ثم الدمشقي الحنبلي. ولد سنة ١٢٦٥ هـ، وتوفي سنة ١٣٤٢ هـ، ومن مؤلفاته: "البدرانية شرح المنظومة الفارضية"، و"روضة الأرواح". معجم المؤلفين، لكحالة (٣/ ١٨٤)، والأعلام، للزركلي (٤/ ٣٧).
(٣) العقود الياقوتية في جيد الأسئلة الكويتية، لابن بدران، ص ٣٧٣.
(٤) مسائل فقهية معاصرة، للسند، ص ٩٤، وأحكام الزواج، للأشقر، ص ٨٣، ومستجدات فقهية في قضايا الزواج، للأشقر، ص ١٠٩.

<<  <   >  >>