للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخدان (١)، فأخشى أن يُستغل ويعمل به كالأخدان المُحرَّم إن لم توضع له ضوابط تحفظه (٢).

الدليل الثاني: أن النفقة والسكن وإن كانا من واجبات الزواج، إلا أنهما ليسا من العقد، وعدم توافرهما لا يبطله (٣)، فللمرأة حق التنازل عنهما ما دامت تستطيع أن تسكن إلى جانب أبيها وأسرتها (٤).

الرد على الدليل من وجوه:

الوجه الأول:

قولكم محل نظر وإن كان صحيحًا؛ لأننا كأننا نخفف من الواجبات الزوجية، ونجرده من مقاصده لنزوة جنسية بحتة، وعقدٍ مشبوهٍ لا يوفر المودة والرحمة لكلا الزوجين، لأن كلا الصديقين يدرك في قرارة نفسه أن هذا الزواج لا يدوم (٥).

مناقشة الوجه الأول:

ويمكن الرد عليه بأننا لا نسلم لكم بأنه نزول إلى رغبة جنسية بحتة، وأنه ليس فيه مودة ورحمة؛ لأن الإنسان قد يكون فقيرًا


(١) متخذات الأخدان: هن المتسترات اللاتي يصحبن واحدًا واحدًا، ويزنين خفية، وهو من زنى الجاهلية. المحرر الوجيز، لابن عطية (٤/ ١٧).
(٢) ولهذا قال سيد طنطاوي- شيخ الأزهر- بعدما أجازه: "ينبغي علينا مراعاة ما بعد الزواج ومشكلات". الزواج العرفي، لدريويش، ص ١٢٥.
(٣) عقود الزواج المستحدثة، للسهلي، ص ٧٤.
(٤) عقود الزواج المستحدثة، النجيمي، ص ٧٩.
(٥) عقود الزواج المستحدثة، للسهلي، ص ٨١.

<<  <   >  >>