للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصالح، وكان هذا ما عليه السلف وأهل الدين والعلم والصلاح إلى يومنا هذا، لا يتحرجون في ذلك (١).

ومن الأدلة على ذلك:

قال تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (٢).

قال القرطبي: «فيه عرض الولي ابنته على الرجل، وهذه سنة قائمة» (٣).

وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه)، أنّ عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصه بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي (٤)، وكان من أصحاب رسول الله فتوفي بالمدينة، قال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي ألاَّ أتزوج يومي هذا، قال عمر: فقليت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئًا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان،


(١) أحكام الزواج في ضوء الكتاب والسنة، للأشقر، ص ٣٨.
(٢) سورة القصص، آية: ٢٧.
(٣) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (١٦/ ٢٦١). على خلاف بين المفسرين هل ولي المرأة شعيب (عليه السلام) أم غيره؟ على أقوال. تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٦/ ١٢ - ١٣).
(٤) خنيس- بالتصغير- بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أخو عبد الله، كان من السابقين، وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها، وكان زوج حفصة بنت عمر، فتزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) بعده. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (٣/ ٣٢١).

<<  <   >  >>