للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لو لم تخالط زفرتي أنفاسه ... كانت تنمّ بنا الى واشيه

حسد الصباح الليل لما ضمّنا ... غيظا ففرق بيننا داعيه

وله، وكان يقول عملتها (١) في نومي: [المتقارب]

وبتنا جميعا وبات الغيور ... يعضّ يديه (٢) علينا حنق

نود غراما لو انّا نباع (٣) ... سواد الدجى بسواد الحدق

وانتقل الى الموصل، واستمر إلى أن مات يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة سبع (٤١ ب) وثلاثين، ومولده في نصف شوال أربع وستين وخمسمائة بقلعة إربل، وهو من بيت كبير بها.

وفيها مات أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد بن أبي طالب يحيى بن يحيى بن أبي الحسن علي بن الحجاج بن محمد بن الحجاج، المعروف بابن الدّبيثي (٤)، الفقيه الشافعي، المؤرخ الواسطي. سمع الحديث كثيرا وعلق التعاليق المفيدة، وكان له محفوظات حسنة كان يوردها ويستعملها في محاوراته، وكان في الحديث وأسماء رجاله والتواريخ من الحفاظ المشهورين، والنبلاء المذكورين. وصنف كتابا وجعله ذيلا على تاريخ أبي سعيد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ المقدم ذكره، المذيل على تاريخ بغداد (٥)، وذكر فيه ما لم يذكره السمعاني ممن أغفله، وهو في ثلاث (٦) مجلدات وصنف تاريخا لواسط، وصنف غير ذلك، وذكره ابن المستوفي في تاريخ إربل وقال: ورد علينا في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وستمائة،


(١) وكان يقول: عملت في نومي بيتين. في وفيات الأعيان ٤/ ١٤٩.
(٢) في الأصل: جميعا. التصويب من المصدر السابق.
(٣) في الأصل: يباع، التصويب من المصدر السابق.
(٤) قارن ترجمته في وفيات الأعيان ٤/ ٣٩٤ التي من المرجح أن ابن دقماق أخذها حرفيا عنه وراجع ترجمته أيضا في: الوافي ٣/ ١٠٢، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٢٦، الحوادث الجامعة ص ١٣٥، العبر ٥/ ١٥٤، الشذرات ٥/ ١٨٥، تاريخ اربل ١/ ٩٤، وانظر مقدمة المختصر المحتاج اليه من تاريخ ابن الدبيثي - انتقاء محمد بن أحمد الذهبي - تحقيق الدكتور مصطفى جواد ٢/ ٣ - ١٧ ففيها دراسة وافية عن حياة ابن الدبيثي.
(٥) في وفيات الأعيان: «وصنف كتابا جعل ذيلا على تاريخ ابن سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ، المذيل على تاريخ بغداد للخطيب»، عن هذا الكتاب انظر مقدمة ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ج ١٦.
(٦) كذا في الأصل والصواب ثلاثة.

<<  <   >  >>