للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجبل وأخرج مجير الدين من الديار المصرية مع الملك الأمجد تقي الدين عباس أخوه (١). ثم ان الناصر داوود أوهم السلطان الملك العادل من الملك الجواد يونس نائبه بدمشق والشام وقال له: إن الأمراء اتفقوا على نيابته بدمشق وأنهم معه في الباطن، وكان من جملتهم الأمير عماد الدين ابن الشيخ، فبلغه ذلك فقال في نفسه: متى تهاونت رحت كما راح أخي، فحضر الى عند السلطان الملك العادل والتزم له أنه يحضر الجواد الى طاعته الى مصر، فأمره بالتوجه، فخرج عماد الدين من مصر لإحضار الجواد (٢).

[[الوفيات]]

وفيها مات القاضي شمس الدين أبو نصر محمد (٣) بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن بندار بن مميل الشيرازي. مولده بدمشق في أواخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وسمع الحديث الكثير وناب في القضاء مدة سنتين ودرس بمدرسة ست الشام، ومات ليلة الخميس ثاني جمادى الآخرة ودفن بقاسيون (٤) في تربته. سمح الحافظ ابن عساكر وأبا يعلي حمزة ابن علي الحبوبي وأبا البركات الخضر بن شبل ويعرف بإبن عبد [الله] (٥) خطيب جامع دمشق (٣٠ أ) وأبا المعالي مسعود بن محمد، الملقب بالقطب النيسابوري وخلقا كثيرا، وكان إماما فقيها عالما فاضلا كيّسا لطيفا حسن الأخلاق كريم الطباع حميد الآثار، حفظة للحكايات الحسان والأخبار وأيام العرب والأشعار رحمه الله تعالى.

وفيها مات الخطيب جمال الدين محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين الدولعي (٦)، كان حريصا على الخطابة أخذها بعد عمه، ولم يحج حجة الإسلام خوفا على المحراب أن يخرج


(١) تشابه في الايراد مع المقريزي في السلوك ص ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٢) حول الأسباب التي دعت عماد الدين ابن الشيخ لإحضار الجواد أنظر مفرج الكروب ٥/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) راجع ترجمته في مرآة الزمان ٨/ ٧٠٩، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٤٣، ذيل الروضتين ص ١٦٦، ودول الاسلام للذهبي ٢/ ١٤٠، العبر ٥/ ١٤٥، الوافي ٥/ ١٥٧، البداية والنهاية ١٣/ ١٥١ والشذرات ٥/ ١٧٤، والمختار من تاريخ ابن الجزري ص ١٧٠.
(٤) قاسيون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق فيه عدة مغائر فيها آثار الأنبياء وكهوف وفي سفحه مقبرة أهل الصلاح وهو جبل معظم مقدس. معجم البلدان ٤/ ١٣.
(٥) التكملة من طبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٢١٨.
(٦) الدولعي: نسبة إلى الدولعية قرية بالموصل، أنظر ترجمته في مرآة الزمان ٨/ ٧١٠، ذيل الروضتين ص ١٦٦، العبر ٥/ ١٤٦ الوافي ٤/ ٣٢٧، البداية والنهاية ١٣/ ١٥٠، الشذرات ٥/ ١٧٤، دول الاسلام للذهبي ٢/ ١٤٠، والمختار من تاريخ ابن الجزري ص ١٧١.

<<  <   >  >>