للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصرية، منها: نظر الاسكندرية، وكان وجيها عند الكامل وله شعر فمنه قوله: [الوافر]

فلان والجماعة عارفوه ... وظاهره التنسك والزهاده

(٢١ أ) يموت على الشهادة وهو حي ... إلهي لا تمته على الشهاده

ومنه: [الخفيف]

قل لعمري أخطأت يا ابن عباده ... في ترقيك جاهلا بالشهاده

لو تصديت للقيادة قلنا ... انت علق وما بلغت القياده

[ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة]

فيها نزل التتار على إربل بالفارس والراجل، وحاصروها مدة ونصبوا المناجيق (١) ونقبوا سورها (٢) ودخلوا عنوة وقتلوا كل من فيها، وسبوا ونهبوا ونتنت المدينة من كثرة القتلى، وكان باتكين (٣) مملوك الخليفة بالقلعة، فقاتلهم فنقبوا القلعة وجعلوها سردابا (٤) وطرقا، وقلت عندهم المياه، ومات أكثرهم عطشا، وصارت الآبار والدور قبور أهلها ولم يبق سوى أخذ القلعة، فمن الله تعالى على من بقي من أهلها، فرحل التتار عنها في ذي الحجة وقد عجزوا عن حمل ما أخذوا من الأموال والغنائم، ثم هرب بعد ذلك باتكين واستخدم الملك الصالح نجم الدين أيوب الخوارزمية الذين بقوا من أصحاب جلال الدين خوارزم شاه، فانضموا اليه وانفصلوا عن ملك الروم (٥).

وفيها بدأت الوحشة بين الأشرف والكامل، وسببه أنّ الأشرف طلب من الكامل


(١) أصل الكلمة أعجمي «جي نيك» وتفسيره بالعربية ما أجودني، وهو آلة خشب لها دفتان قائمتان بينهما سهم طويل رأسه ثقيل وذنبه خفيف وفيه تجعل كفة المنجنيق التي يجعل فيها الحجر يجذب حتى ترفع أسافله على أعاليه ثم ترسل فيرتفع ذنبه الذي فيه الكفة فيخرج الحجر منه فما أصاب شيئا إلا وأهلكه. صبح الأعشى ١٤٣ - ١٤٤.
(٢) في الأصل، صورها.
(٣) بعض المصادر ترسم اسمه «بادكين» وهو الأمير أبو المظفر باتكين بن عبد الله الرومي الناصري، كان مملوكا لعائشة ابنة الخليفة المستنجد بالله المعروفة بالفيروزجية توفي سنة ٦٤٠ هـ‍ / ١٢٤٢ م، راجع الحوادث الجامعة ص ١٨٠ - ١٨٣.
(٤) في الأصل: أسرابا، التصويب من مرآة الزمان ٨/ ٦٩٩ والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٩٧.
(٥) قارن الشبه في مرآة الزمان ٨/ ٦٩٩، وحول حصار التتار لإربل أنظر تفاصيل ذلك في الحوادث الجامعة ص ٩٨ - ٩٩، النجوم الزاهرة ٦/ ٢٩٦.

<<  <   >  >>