للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عطية القرشي وعلى أبي العباس أحمد بن جعفر الغافقي وأبي يحيى اليسع (١) ابن عيسى بن حزم (٣٧ ب) وأبي الطيب عبد المنعم ابن الخلوف، وتفقه على العلاّمة أبي طالب صالح ابن اسماعيل بن بنت معافى وسمع السلفي واسماعيل ابن عوف وأبا العثماني وجماعة، وهو آخر من قرأ على الأربعة المذكورين وخرج لنفسه مشيخة، وكان صاحب ديانة وجلال.

وفيها مات صاحب ماردين وهو الملك المنصور ناصر الدين أرتق (٢) ابن إرسلان ابن ألبي ابن آل غازي ابن تمرتاش ابن ألبي ابن أرتق التركماني الارتقي. وكان المعظم (٣) قد صاهره في سنة ثماني عشرة وستمائة، وكان ناصر الدين هذا شجاعا مقداما جوادا، ما قصده قاصد فخيبه، وكانت وفاته بماردين (٤) قتله ولده خنقا وهو سكران (٥).

[ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وستمائة]

فيها اتفق (٦) الناصر داوود والصالح نجم الدين أيوب وأخرجه من الحبس، لكنه كان عنده لا يركب إلا ومعه جماعة موكلين به، فبلغ الملك العادل ذلك فأمر بخروج الدهليز وخروج العساكر، وخرج السلطان الملك العادل الى بلبيس (٧) وخيم عليها، وكان قصده التوجه الى حصار الكرك لعله ينال قصده من أخوه (٨) ومن ابن عمه. فلما نزل السلطان بلبيس أتفق جماعة من الأمراء ومماليك (٩) السلطانة الكبار والخدم على خلع السلطان الملك العادل، والذي قام في ذلك الأمر عز الدين أيبك الفائزي (١٠) والطواشي، صفي الدين جوهر النوبي، ووافقهم على ذلك جماعة كثيرة، وهجموا على السلطان وقبضوا عليه وقيّدوه وخلوه


(١) في الأصل: الليسع، التصويب من المصادر السابقة.
(٢) راجع ترجمته في الحوادث الجامعة ص ١١٥، العبر ٥/ ١٤٨، الشذرات ٥/ ١٨٠، العسجد المسبوك ص ٤٨٥، وأيضا في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٠، والنجوم الزاهرة ٦/ ٣١٥ حيث وردت ترجمته في سياق أحداث سنة ٦٣٧ هـ‍.
(٣) الملك المعظم عيسى بن العادل في النجوم الزاهرة.
(٤) ماردين: هي قلعة مشهورة على قمة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصبين. معجم البلدان ٤/ ٣٩٠.
(٥) أنظر تفاصيل ذلك في الحوادث الجامعة ص ١١٦ - ١١٧.
(٦) حول هذا الاتفاق انظر تفاصيل ذلك في مفرج الكروب ٥/ ٢٥٧ - ٢٥٩، السلوك ج ١ ق ٢، ص ٢٩٤، والنجوم الزاهرة ٦/ ٣١٠.
(٧) بلبيس: مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام، معجم البلدان ١/ ٧١٢.
(٨) كذا في الأصل والصواب أخيه.
(٩) في الأصل: والمماليك.
(١٠) عز الدين أيبك الاسمر مقدم الاشرفية، في السلوك ص ٢٩٥ وأيضا في مفرج الكروب ص ٢٦٣.

<<  <   >  >>