كتاب نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام

ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وستمائة - ص: 149

يجلس الملك الناصر على طراحة الملك ويجلس لؤلؤ بين يديه ويقضي حوائج الناس.

[ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وستمائة]

فيها قصد السلطان الملك المظفر [شهاب الدين غازي] (١) صاحب ميافارقين المجيء إلى حلب وأخذها، ووافقه صاحب ماردين على ذلك، وكتب الى ملوك الخوارزمية الذين تقدم ذكرهم، وأطمعهم بالأموال وأخذ البلاد، فاجتمعوا إليه في عشرين ألف فارس، وجمع من التركمان ثلاثين ألف فارس وسار بهم، فخرج اليهم عسكر حلب ومقدمهم الملك المنصور صاحب حمص والتقوا [في الخابور] (٢) وتقاتلوا قتل شديد (٣)، فانهزم الملك المظفر صاحب ميافارقين والخوارزمية والتركمان، واستولوا الحلبيين (٤) على أموالهم.

وفيها جاءت الزيادة الكبرى (٥) بدمشق التي ما عهد مثلها، فوصلت الى حائط جامع العقيبة (٦).

وفيها (٥٦ ب) أخذوا (٧) التتار سيواس (٨) وقيساريّة (٩) بالسيف وأخذوا الروم وقرروا على صاحبها في كل سنة أربعمائة (١٠) ألف دينار.

وفيها ترددت الرسل بين السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب وعمه الصالح

---

(١) التكملة من ابن العميد في. B .E .O,T .XV,P .١٥٤:
(٢) التكملة من ابن العميد في المصدر السابق.
(٣) كذا في الأصل والصواب قتالا شديدا.
(٤) كذا في الأصل، والصواب استولى الحلبيون، وحول انهزام الخوارزمية من قبل الحلبيين، أنظر تفاصيل ذلك في: زبدة الحلب ٣/ ٢٦٤ - ٢٦٥ ومفرج الكروب ٥/ ٣١٠ - ٣١١.
(٥) أي زيادة مياه الفيضانات التي تسببت بها الأمطار، أنظر ما يشبه هذا الخبر في دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٤٧.
(٦) في الأصل: جامع العقبة، والصواب هو جامع العقيبة في دمشق. أنظر عنه النعيمي، الدارس ٢/ ٤٢٨.
(٧) كذا في الأصل والصواب أخذ.
(٨) سيواس: بلد بآسيا الصغرى يمر بواديها نهر قزل إرمك وهي واقعة على مسافة ٦٠ ميلا من قيسارية. أنظر السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣١٣ حاشية رقم (٢).
(٩) قيسارية: إسم أطلقه الرومان على كثير من المواضع في أمبراطوريتهم في الشرق وشمالي افريقيا، منها قيسارية فلسطين وقيسارية الروم وهي المقصودة هنا وهي تقع على نهر قرة صو أحد فروع نهر قزل إرمك. انظر معجم البلدان ٤/ ٢١٤ و:
Art (Kaysariyya) p .٨٤١. E .I ٢.
(١٠) في النجوم الزاهرة ٦/ ٣٤٧ يذكر ابن تغري بردي أن السلطان غياث الدين صاحب الروم صالح التتار على أن يدفع اليهم في كل يوم ألف دينار وفرسا ومملوكا وجارية وكلب صيد. وحول تفاصيل هزيمة السلطان غياث الدين كيخسرو أنظر: زبدة الحلب ٣/ ٢٦٨ - ٢٦٩، مفرج الكروب ٥/ ٣٢٧، ابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .١٥٤.