للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها خرّبوا (١) الترك دمياط ونقلوا أهلها (٢) الى مصر، وأخربوا (٨٧ أ) قلعة الجزيرة، وقيل أخلوها وهو الصحيح.

وفيها عزل قاضي القضاة، عماد الدين أبو القاسم ابن أبي إسحاق ابن المقيشع (٣) المعروف بابن القطب الحموي، وأضافوها الى قاضي القضاة بدر الدين السنجاري.

وفيها حاصر الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، الملك المسعود ابن المعظم، صاحب الجزيرة، وهو يومئذ صهره زوج ابنته، وقبض عليه وأخذها منه قهرا وأنزله من القلعة، وأحدره الى الموصل في سفينة مقيدا، ثم في أثناء الطريق قبل وصوله الى الموصل غرّقه في الشط، وهو أخو الملوك الاتابكية بني آق سنقر (٤).

وفيها قصد جماز ابن شيحة المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والرحمة - وقبض على عيسى أخيه، وأقام بها.

[[الوفيات]]

وفيها مات الشيخ الإمام العالم العامل، بهاء الدين أبو الحسن، علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي اللخمي المصري المعروف بابن الجميزي (٥). كان إماما كبيرا فاضلا عارفا بمذهب الشافعي، وكان يخالط الملوك. واتفق أنه حج في آخر عمره في سنة خمس وأربعين (٦) فأهدى اليه صاحب اليمن هدية بمكة، فقبلها. فبلغ الملك الصالح أيوب ذلك، فأعرض عنه واستمر الأعراض، فلم يرض عنه بعدها. أخذ الفقه عن الإمام شهاب الدين الطوسي [بمصر] (٧)، وشرف الدين ابن أبي عصرون [بالشام] (٨) ومحمد بن


(١) كذا في الأصل والصواب خرّب.
(٢) نقلوا أبوابها، في مرآة الزمان ص ٧٨٥ وحملوا آلاتها، في النجوم الزاهرة ٧/ ٢٣.
(٣) ابن المقنشع في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨١.
(٤) في عيون التواريخ ٢٠/ ٥٢ ما يشبه ذلك.
(٥) الجميزي: نسبة الى الجميز وهو شجر معروف بالديار المصرية. أنظر طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٢٧ وراجع ترجمته أيضا في: مرآة الزمان ٨/ ٧٨٦، العبر ٥/ ٢٠٣، البداية والنهاية ١٣/ ١٨١، الشذرات ٥/ ٢٤٦، مرآة الجنان ٤/ ١١٩، عيون التواريخ ٢٠/ ٥٣، دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٥٦.
(٦) أي سنة ٦٤٥ هـ‍.
(٧) التكملة من طبقات الشافعية الكبرى، ص ١٢٨.
(٨) التكملة من المصدر السابق.

<<  <   >  >>