للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشام وهرب أهله. ونصبوا المجانيق على حمص، وخرج عسكر حلب الى لقاهم (١) (٧٣ ب) وكان الشيخ نجم الدين البادراني (٢) بالشام، فدخل بين الفريقين ورد الحلبيين الى حلب والدماشقة الى دمشق، وعاد الصالح أيوب الى مصر مريضا في محفة (٣).

وفيها احترق المشهد الحسيني بالقاهرة، وذكر من يتبع التواريخ أن الأماكن الشريفة إذا أحترقت لا يخلو من غلو في الاسعار أو وجلا من العدو (٤).

وفيها في ليلة الأحد خامس عشري رجب وقع الحريق في المأذنة الشرقية بجامع دمشق فاحترق أعلاها وجميع ما فيها من البيوت والمطالع، فإنها كانت سقالات خشب، وسلم الجامع بفضل الله تعالى (٥).

[[الوفيات]]

وفيها مات (٦) الملك المظفر، شهاب الدين غازي بن الملك العادل، صاحب الرها، وميّافارقين. وكان شجاعا، شهما جوادا، اجتمع فيه الفروسية والكرم.

قال أبو المظفر (٧): اجتمعت به في الرها [سنة ٦١٢ وأنا قاصد الى خلاط] (٨) وكان لطيفا ينشد الأشعار ويحكي الحكايات. أنشدني لابن منقذ قوله: [الطويل]

ولما التقينا للوداع تحدرت ... دموعي إلى أن كدت بالدمع أغرق


(١) كذا في الأصل والصواب لقائهم.
(٢) البادراني: نسبة إلى بادران قرية بأصبهان، وهو رسول الخليفة، قدم للسعي في الصلح بين الملك الصالح نجم الدين أيوب والحلبيين أنظر النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢٩.
(٣) تشابه في الإيراد مع ابن الجوزي، قارن هذا الخبر في مرآة الزمان ٨/ ٧٧٠. وأنظر أيضا في: المختصر ٣/ ١٧٧، النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢٩، والسلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٣١، وعيون التواريخ ٢٠/ ٢١.
(٤) في السلوك ص ٣٣٢ ما يشبه ذلك.
(٥) تشابه في الإيراد مع أبو شامة، قارن ذيل الروضتين ص ١٨٢، وأنظر أيضا في مرآة الزمان ٨/ ٧٧٣ والسلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٣٢، وعيون التواريخ ٢٠/ ٢٧.
(٦) أشار كل من أبو الفداء وابن واصل إلى وفاته في سنة ٦٤٢ هـ‍، راجع المختصر ٣/ ١٧٣ ومفرج اكروب ٥/ ٣٤٥، أما ابن الجوزي فإنه أشار إلى وفاته في سنة ٦٤٥ هـ‍. راجع مرآة الزمان ٨/ ٧٦٨. وفي عيون التواريخ إشارة إلى وفاته في سنة ٦٤٦ هـ‍ وأنظر أيضا في شفاء القلوب ص ٣٢٢ - ٣٢٤.
(٧) قارن في مرآة الزمان ص ٧٦٨.
(٨) التكملة من المصدر السابق.

<<  <   >  >>