للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستمال بها قلوب جماعة، وبقي كذلك إلى أن مات غريقا في بحيرة ببستانه بمراكش، وكان قد عمل في البحيرة مركبا تقذف به جواريه فانقلب بهن فغرقوا وذلك في سنة أربعين وستمائة (١)، وكتموا موته شهرا، وولي بعده أخوه السعيد علي بن ادريس، وقد تقدم ذكر والده وسيأتي ذكر أخيه علي السعيد.

[ثم دخلت سنة أربعين وستمائة]

فيها استولى صاحب الروم (٢) على آمد وبلادها. وفيها غارت الخوارزمية على أعمال الرّها وحرّان وأخربوا وقتلوا خلق كثير ونهبوا مال عظيم (٣).

وفيها قام بتدبير المملكة الحلبية شمس الدين لؤلؤ أتابك الملك الناصر صاحب حلب بحكم وفاة صاحبة حلب ابنة الملك العادل الآتي ذكر وفاتها.

وفيها وصل لشهاب الدين غازي منشور بخلاط وأعمالها مع شمس الدين [الأصبهاني] (٤) نائب الروم (٥)، فتسلم غازي خلاط وما معها.

[[الوفيات]]

وفيها (٥٦ أ) ماتت الست ضيفة (٦) خاتون بنت السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب، زوجة الملك الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين صاحب حلب. كانت امرأة حازمة كثيرة التدبير، دبرت الملك بعد زوجها الملك الظاهر في مدة حياة ولدها العزيز، ثم دبرت الملك بعد وفاة ولدها في مدة حياة ولد ولدها الملك الناصر ابن العزيز، ولما قربت وفاتها أوصت الى الأمير شمس الدين لؤلؤ أتابكة، فدبر الملك أحسن تدبير وعدل في الرعية، وكان


(١) كذا في الأصل ويبدو أن ابن دقماق وقع في الخطأ عندما أشار الى ترجمة الرشيد ضمن أحداث سنة ٦٣٩ هـ‍.
(٢) هو السلطان غياث الدين كيخسروا. وقارن التشابه في الايراد مع ابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .١٥٤
أما ابن واصل ومعه ابن العديم فيشيران الى حدوث ذلك في سنة ٦٣٨ هـ‍. أنظر: مفرج الكروب ٥/ ٢٩٥، وزبدة الحلب ٣/ ٢٦٠.
(٣) كذا في الأصل والصواب: وقتلوا خلقا كثيرا ونهبوا مالا عظيما، وقارن التشابه بالايراد مع ابن العميد في المصدر السابق وانظر أيضا زبدة الحلب ٣/ ٢٣٧.
(٤) التكملة من مفرج الكروب ٥/ ٢٩٥.
(٥) في الأصل: النائب بالروم. وفي المصدر السابق: نائب المملكة في بلاد الروم.
(٦) راجع ترجمتها في زبدة الحلب ٣/ ٢٦٦، مفرج الكروب ٥/ ٣١٢ - ٣١٣، شفاء القلوب ص ٣٢٨ - ٣٢٩.

<<  <   >  >>