للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين الزعقة والعريش. وكان المذكور من أعيان العلماء بارعا في علم العربية وتفسير القرآن، وله مصنفات مفيدة ونظم رائق.

وفيها مات الشريف الأديب، أبو الحسن علي بن محمد [بن الرضا] (١) الموسويّ، عرف بابن دفتر خوان، وله مصنفات كثيرة وشعر رائق فمنه (٢): [الطويل]

إذا لمت قلبي قال عيناك أبصرت ... وان لمت عيني قالت الذنب للقلب

فعيني وقلبي قد تشاركن في دمي ... فيا ربّ كن عوني على العين والقلب

وفيها مات الشيخ أبو جعفر (٣) ابن الشيخ شهاب الدين أبي عبد الله عمر بن السهروردي الصوفي ببغداد.

وفيها مات الشيخ نجم الدين أبو محمد عبد الله ابن أبي الوفاء البغدادي البادرائي (٤) الشافعي ببغداد عند عوده إليها من الديار المصرية، فإنه كان يترسل عن الديوان العزيز الى الشام ومصر.

[ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة]

فيها افتتحوا (٥) التتار مدينة بغداد ودخلوها غدوة في العشرين من المحرم (٦) (١٠٧ ب) فبذلوا في أهلها السيف، ولم يرحموا شيخا كبيرا ولا طفلا صغيرا، وأخذ الإمام المستعصم بالله أسيرا وأحضر الى هولاكو، فأنزله في خيمة صغيرة، فاتفق أن الخليفة جالس في خيمته بعد صلاة الظهر وإذا بطائر أبيض قد سقط على الخيمة التي فيها الخليفة، فأقام ساعة ثم حلّق


(١) التكملة من النجوم الزاهرة ٧/ ٥٧ وعيون التواريخ ٢٠/ ١١٦ حيث وردت ترجمته فيهما.
(٢) في الأصل مقدار سطرين بياض ولقد وجدنا في النجوم الزاهرة ٧/ ٥٧ وعيون التواريخ ٢٠/ ١١٧ ما يكمل هذا النقص.
(٣) هو الشيخ عماد الدين محمد، راجع ترجمته في الحوادث الجامعة ص ٣٢٣.
(٤) راجع ترجمته في ذيل الروضتين ص ١٩٨، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٥٩، دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٥٩ وعيون التواريخ ٢٠/ ١١٥ - ١١٦ وذيل مرآة الزمان ١/ ٧٠ - ٧١.
(٥) كذا في الأصل والصواب افتتح.
(٦) يورد ابن العبري أنّ دخول عسكر هولاكو وهولاكو نفسه الى بغداد كان في رابع صفر. انظر تاريخ مختصر الدول ص ٢٧١ وفي الحوادث الجامعة ص ٣٢٧ ما يشبه ذلك، وانظر أيضا جامع التواريخ ج ١ مج ٢ ص ٢٩٠، وحول دخول التتار الى بغداد وما فعلوه من فظائع انظر أيضا البداية والنهاية ١٣/ ٢٠٠ - ٢٠٢ والنجوم الزاهرة ٧/ ٤٩ - ٥٠، عقد الجمان ١/ ١٧٢ - ١٧٦.

<<  <   >  >>