للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: [الكامل]

يا مخجل الظبي الغرير بحسنه ... ولعطفه عطف القضيب المايس

لو لم يكن بستان خدّك كاملا ... ما كان فيه الخال أكبر حارس

وله أشياء مليحة وشعر على طريقه القوم رحمه الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين وستمائة]

فيها كرر الملك الناصر داوود القول على السلطان الملك الصالح بسبب دمشق، فماطله أشهرا، فجعل الناصر يتكلم بالكلام الفاحش والكلام ينقل الى السلطان الملك الصالح، وأن الناصر فرق المال الذي أخذه من السلطان (٤٥ ب) الملك الصالح على الأمراء المصرية. فبلغ السلطان الملك الصالح ذلك، فأخرج (١) الناصر داوود من القاهرة، ووكل به جماعة يوصلوه إلى الكرك، وأخرج معه الأمير سيف الدين ابن قليج، فتوجه الناصر داوود الى الكرك، وأقطع بن قليج قلعة عجلون وأعمالها بيسان وأعمالها.

وفيها شرع الصالح في تدبير أمور مملكته.

وفيها عاد الملك الجواد من سنجار الى خدمة السلطان الملك الصالح، صاحب مصر، فلم يمكّنه من العبور الى الديار المصرية، ورده من الرمل فعاد خايبا، حزينا الى غزّة، وكان بها الملك الناصر داوود، فأظهر له البشاشة والمسرة بقدومه إليه (٢)، وأمر أن تضرب له خيمة كبيرة وأن يرتب له كلّ ما يحتاج إليه، فضرب له دهليز كما يضرب للملوك. وكان في نفس الناصر من الجواد أمور عظيمة وحقد عظيم، فقصد الناصر قتل الجواد، فعلم بذلك فهرب (٣) الى دمشق مستجيرا بصاحبها الملك الصالح اسماعيل عمه، فلم يمكّنه من العبور الى


(١) حول أسباب خروج الناصر داوود من القاهرة، أنظر: مفرج الكروب ٥/ ٢٧٠ - ٢٧٢، المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٦٦، السلوك ج ١ ق ٢ ص ٢٩٨ - ٢٩٩. وقارن التشابه بالايراد مع ابن العميد في:
B .E .O,T .XV .P .١٥٢
(٢) عند ابن العميد ما يشبه ذلك في:
B .E .O,T .XV .P .١٥٢
أما ابن واصل وأبو الفداء فإنهما أشارا الى قدوم الملك الجواد الى عكا وإقامته عند الفرنج. أنظر تفاصيل ذلك في مفرج الكروب ٥/ ٢٩٦ - ٢٩٧ والمختصر ٣/ ١٦٦.
(٣) عند ابن العميد في المصدر السابق ما يشبه ذلك. أما ابن الجوزي فيشير أولا الى قبض الملك داوود على الجواد وترحيله الى بغداد في البرية تحت الحوطة قبل أن يستطيع هذا الأخير من فك أسره ويرحل الى عند الملك الصالح اسماعيل في دمشق. أنظر: مرآة الزمان ٨/ ٧٣٧.

<<  <   >  >>